عائلة الفقيد الفنان جعفر حسن  المحترمون

الرفيق العزيز كريم احمد

الحضور الكريم

تعتز وتفخر رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين أن يكون لها شرف المساهمة في اقامة هذا الاستذكار السنوي الذي نقيمه بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل فنان الشعب المبدع جعفر حسن.

اننا، وفي الوقت الذي نعزي انفسنا وعائلة فقيدنا الراحل وجميع جماهيره ومحبيه، لا بد من القول، بأنّ العراق في رحيل الفنان جعفر حسن خسر موهبة جميلة ونادرة، كما خسر مبدعا استطاع ان يدخل نمطا مغايرا للاغنية العراقية.

لقد ترك الفنان جعفر حسن بصمة واضحة في مسار الأغنية السياسية الملتزمة بقضايا الوطن والشعب وحقوق الفقراء والمظلومين، وبسبب فنه الصادق والمنحاز الى الكادحين، تعرض للمضايقات والملاحقة من قبل اجهزة النظام الدكتاتوري البائد، فذاق مع ابناء شعبه وثواره ووطنييه مرارة الحياة في المنفى والبعد القسري عن الوطن الذي عشقه، لكنّ الفنان الراحل حتى في غربته راح ينشد للعراق من دون ملل حتى دوى صوته في كل مكان. 

تميز الفنان الراحل عن غيره من الفنانين المبدعيين باختياره اسلوبا ايقاعيا جديدا في اداء الاغاني يعتمد بالاساس على مشاركة الجمهور، وهذا ما جعل اغانيه محفوظة عن ظهر قلب وتتردد في جميع المناسبات الوطنية التي نقيمها، بالاضافة الى ذلك، فأنّ اختيار الفنان للكلمات الشعبية المفهومة والجمل اللحنية البسيطة والمتفائلة والمعبرة عن الأمل والحياة، جعل طريق وصولها الى الجمهور سريعا وقصيرا.

لقد تربى على اغاني الفنان الراحل جعفر حسن الوطنية جيل من المناضلين الذي راح يستلهم كلماته وايقاعاته في اشد الظروف قساوة، فما زال صدى ((عمي يا بو جاكوج.. و يا بو علي.. ولا تسالني عن عنواني.. وللمرأة غنوتنا.. وقبليني للمرة الأخيرة.. وعمال نطلع الصبح.... وغير ذلك الكثير)) عالقا في اذهان الملايين من أبناء شعبنا.

انّ عزائنا جميعا، هو ماتركه الفنان الراحل من مكتبة ثرية بالابداع الفني في مجال الاغنية السياسية الوطنية والموسيقى الايقاعية والصوتية وتجربة طويلة ومتنوعة العطاء امتدت منذ ان جاء جعفر حسن من خانقين الى بغداد شابا يافعا ومتحمسا وصادحا ومرورا بشطآن عدن وتاثيرها الواضح في مسيرته الفنية وحتى رحيله في كردستان.

المجد كل المجد لتاريخ جعفر حسن الحافل بالعطاء الفني وله خلود الذكرى