تمر علينا اليوم، الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين الباسلة، التي إندلعت في الاول من اكتوبر من عام 2019 لتشمل فئات واسعة، ومناطق عديدة من محافظات ومدن العراق، في صورة فريدة من صور التلاحم والتحدي والاصرار التي لم نشهد لها مثيلا في تاريخ العراق الحديث.
لقد دوى صوت الحق والحرية في شوارع العراق وساحاته، فهزّ حصون الطغاة والقتلة والمجرمين، الذين راحوا يتخبطون خائفين من سيل الجماهير وهي تهتف مطالبة باسترداد الوطن المسروق وبمعاقبة من انتهكوا هيبته ونهبوا ثرواته وعطلوا نموه.
في ذلك اليوم الخالد، اثبتت انتفاضة تشرين الشجاعة، بأنّ الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة، قادر على حماية نفسه وصيانة حقوقه وكرامته مهما كانت قسوة السلطة واساليب اجهزتها واحزابها الوحشية التي تستخدمها في سبيل النيل من ارادته الحرة وكسرها.
ان النظام السياسي الحالي لم يعد قادرا على بناء دولة لكل المواطنين، ولادولة قادرة على الحياة والاستمرار، بل اصبح عبئا ثقيلا على العراق والعراقيين، ومولدا للازمات التي شملت جميع ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، واخرها مقترح تعديل القانون 188، الذي يعمق الانقسام في المجتمع على اسسس طائفية.
وعلى الرغم من استخدام الرصاص الحي وكواتم الصوت والقتل الجماعي، والاغتيالات التي طالت الكثير من الناشطات والناشطين، فان المنتفضين عبروا بطريقة سلمية عن ارادة الشعب العراقي وطموحاته في دولة مدنية عادلة قادرة على ضمان امنه وحقه في الحرية والكرامة.
ان الانصار الشيوعيين العراقيين ورابطتهم، يجددون موقفهم المبدئي في دعم الحراك الشعبي المتواصل، ورفضهم لكل اساليب القمع بحق الذين يتظاهرون سلميا مطالبين بحقوقهم المشروعة، وشجبهم لاساليب التسقيط والتشويه والقمع للاراء والافكار المخالفة، كما يجددون مطالبتهم بمحاسبة القتلة والفاسدين واعادة اموال العراق المنهوبة، وضمان حقوق الانسان في دولة تقوم على اسس المواطنة.
رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين
اربيل 1 / 10 / 2024