منذ أكثر من شهر  وتطورات  الاوضاع السلبية في بصرة السياب، يثير قلق جميع الشرفاء في عراقنا وفي العالم اجمع، تلك الأوضاع التي جاءت كنتيجة طبيعية للحرمان و التجاهل لأبسط الحقوق و الخدمات  وفي عدم توفير ابسط مستلزمات الحياة  الانسانية من كهرباء وماء على مدى اكثر من عقد من الزمن تحت حكم احزاب الإسلام السياسي ، التي لم تفكر يوماً بحاجات البصرة و ناسها , بل وظفت كل هذه الامكانيات الهائلة لمصالحها الضيقة . و بدلاُ من التعامل بروح ايجابية و الإستماع   لهذه المطاليب المشروعة ، فقد اقدمت على جريمة نكراء راح ضحيتها الالاف بسبب تلوث مياه الشرب و ملوحتها مما جعلها لا تصلح للاستخدام البشري , و لم يجد ايناء البصرة الابطال حلاً آخراً غير الانتفاضة السلمية للمطابة بحقوقهم ، تلك الانتفاضة التي واجهتها القوات الامنية و ميليشيات الأحزاب المتنفذة   بقسوة مبالغ وصلت الى حد استخدام الرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع و الاعتقالات القسرية و انتزاع التعهدات سيئة الصيت . ولم تسارع الحكومة المركزية ولا الحكومة المحلية في المحاولة للتخفيف من معاناة البصرة و اهلها ، البصرة التي تعتبر و بحق شريان العراق الاقتصادي و مصدراً اساسياً لثروته النفطية الهائلة و بوابته البحرية التي من الممكن ان تساهم في اعادة اعماره، رغم كل هذا فقد انصرفت الاحزاب جميعها للصراع على تشكيل الكتلة الاكبر التي تهدف الى استعادة مواقعها و هيمنتها على  مواقع السلطة والنفوذ . ، وما فشل الجلسة الاولى في البرلمان و التجاوزات الدستورية  إلا صورة أكثر تجلياً لهذا الخراب الذي ينخر تكوين هذه الاحزاب. و الأن وبسبب من التجاهل المتعمد لمطالب الجماهير المنتفضة  لفترة  دخلت شهرها الثاني ، ما كان للتظاهرات إلا ان تأخذ منحىً اخر وغضباً  تصاعد  ضد   الحكومة المحلية و احزابها المتنفذة  وتشير الأخبار الى اندساس بعض المخربين  وقيامهم بحرق بعض مقرات الأحزاب المتنفذة و بعض دوائر الدولة ،  تلك الظاهرة التي نتمنى ان لا تتسع و ان لا تحرف التظاهرات عن اهدافها وعن اسلوبها السلمي  ونتمنى على المتظاهرين حماية الممتلكات الخاصة و العامة .

اننا في رابطة الأنصار الشيوعين العراقيين ، ندين كافة الاساليب القمعية  و الاستخدام المفرط للقوة الذي ادى الى استشهاد العديد من الشبيبة البصرية والى جرح المئات من الشباب و النساء و الأطفال ، فأننا نعلن تضامننا الكامل مع مطالب البصرة واهلها المشروعة , ونطالب الحكومة المركزية و المحلية في الاسراع في تنفيذ المشاريع الأساسية و توفير فرص عمل للشبيبة العاطلة عن العمل و في الوقت نفسه   ندعو القوات الامنية الى حماية  التظاهرات و من يشترك فيها والى عدم فسح المجال لكل من يحاول حرف التظاهرات عن اهدافها الرئيسية . الخلود لشهداء الحركة الاحتجاجية البصرية و في محافظات العراق كافة ، الشفاء العاجل للجرحى . نشد على اياديكم .

 

رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين

أربيل  في 8 ايلول 2018