رحل ديكو ارماندو مارادونا اسطورة كرة القدم الارجنتينية والعالمية  امس.

طبعا كل اجهزة الاعلام والقنوات انشغلت بالخبر وكل العالم نَعاه بطرق مختلفة.

انا ايضا اعشق كرة القدم من صغري  ..وتالمتُ عميقا لرحيل هذا الاسطورة مُبكرا..لانه ذهب ضحية الراسمال والتجارة اللاشريفه في الرياضة بعد ان ادمنوه ُ عمداً على المخدرات ، فترة شبابه .

رحيل ماردونا اجّج ذاكرتي فنقلني الى ايام الانصار حين كنا نتابع عبر الراديو بالصوت فقط كل اخبار الدنيا ومنها الرياضية.

كان معنا شاب قصير القامة كقصر قامة مارودنا اسمه {روبرت / (خليل أورآها)} ، كان يعشق كرة القدم بجنون ،وتعلق بمرادونا لانه كان من جيلنا بالذات ..

في حياة  الانصار لم تكن لدينا آليات تعمل بالديزل او البنزين ، كنا مضطرين ان  نعتمد على البغال والحيوانات لننقل ضرورات الحياة عبر الجبال بواسطتها..  هذه الحيوانات ايضا فيها كبير السن والمريض والنشط الذي يحمل روحية الشباب..

روبرت اطلق على اثنين منها اسمي ماردونا وزيكو على انشطهما..فماردونا البغل لم يكن يسبقه في المشي وهو محمل بكامل طاقته لا إنسان ولا حيوان.كان سريعا ويعجب الجميع.لذلك كان توكل له أغلب المهام الصعبة والمعقدة ،كماردونااللاعب الذي تهافتت على شرائه الانديه باعلى الاسعار حينها ووصل كاول لاعب لسعر ٢٥ مليون دولار حينها.

البغلين زيكو ومارودنا ذاع صيتهما كل قواعد الانصار في كوردستان  حينها بالذات في بهدينان..

مازالت تحوم في ذاكرتي صورة النصير والرفيق روبرت وهو يمسك بالحبل المربوط على رقبة بغلنا مارادونا ويتحدث اليه بلطف والبغل يصغي له كصديق ويستمتع بفرك راحتي روبرت لرقبته العريضة وهو  يمسده برقة شديدة..ويهمس روبرت  باذنه  :

مارادونا اليوم عدنا طلعة وشغل خلليك بطل..

في بانيا مزوري وهي قرية قريبة من زاويته ودهوك كنا هناك حين حل نهائي كاس العالم بين الارجنتين والمانيا١٩٨٦..تجمعنا حول الراديو الذي كان يحمله روبرت وصوت مويد البدري يرن  رائعا في نقل الحدث ومحايدا للعب الجميل والمبهر..وحين اطلق الحكم صافرته بانتهاء المباراة  قفز روبرت فرحاً  بفوز مارادونا والارجنتين  من بين تلك اللمة الانصارية ..كانهُ بنفسه حقق ذلك الانتصار.

رحل روبرت شهيدا وهو يحمل عشق الوطن والناس ومارادونا عام ١٩٨٧ في الشهر السابع بالتحديد..

ورحل مارودنا البغل ضحية لعمليات الانفال ١٩٨٨.

واجّج رحيل مارادونا اسطورة كرة القدم الارجنتيني  كل هذه الذكريات.

لترقد روحك بسلام مارودنا اللاعب والاسطورة والضحية لعالم الراسمال الذي  لايعرف الرحمة قط

.