في أيلول ١٩٨١ نفذت هذه الصورة عندما توجهت السرية المستقلة الى سهل الموصل بعدما قضت فترة تأهيل واستراحة في مقر قاطع بهدينان صيف ١٩٨١ ، ليصبح آمرًا عسكريًا لها الشهيد لازار ميخا (ابو نصير) (على اليسار من الصورة)، وهذه الصورة في احدى القرى المهجرة في سهل الموصل وعلى الغالب بيرموس تلك القرية التي كانت من أوائل مقرات الانصار الشيوعيين بعد انقلاب شباط الأسود ١٩٦٣، حيث التحق واحتمى بشعابها الكثير من انصار الحزب وأعضاءه وتواروا عن أنظار القتلة من أوباش الحرس القومي عام ١٩٦٣، وقاد الانصار الشيوعيون منها حركة مقاومة مسلحة يشهد لها التاريخ.
* الثاني من اليسار وقوفًا هو النصير ابو فاتن له العمر الطويل وهو حي يرزق وأصبح آمرًا للسرية فيما بعد في تلك المنطقة
* الثالث وقوفًا هو كاتب هذه السطور
*الرابع وهو الأخير وقوفًا هو الشهيد الخالد رافد اسحق حنونة (حكمت) الذي استشهد ببطولة وهو يدافع عن رفاقه في معركة سينا وشيخ خدرة صبيحة يوم ١٩/١/١٩٨٢الى جانب رفيقه الشهيد في تلك المعركة هيثم ناصر الصكر (عايد)، و حكمت هو طالب سنة ثانية كلية الهندسة -جامعة بغداد ويسكن حي الغدير في بغداد الجديدة وتخرج من إعدادية الجمهورية، وتعرض الى المطاردة من ازلام البعث إبان الحملة الشرسة على أعضاء الحزب الشيوعي العراقي بسبب انفراط عقد التحالف البغيض مع البعث عام ١٩٧٨، واستطاع اللجوء الى القوش مسقط رأسه وبالتعاون مع رفاقه وأقربائه تمكن من الالتحاق بالانصار ليبدا مسيرة نضالية غريبة عليه وصعبة بكثير من تفاصيلها ،فأصبح حكمت مثلا للتحمل ونكران الذات باستعداده الدائم لتحمل المسؤولية وشجاعته وسعة ادراكه،مما جعل المستشار السياسي لفصيله الرفيق الذي فقدنا أخباره تماما ،ابو سليمان ( عبوسي)وهو خفيف الظل ويشيع اجواء الفرح والمرح دائما ، كلما تلتقي عيناه بعين حكمت ينشد له الأغنية البغدادية الشهيرة ( ماشا الله بليا حسد،،،، ماكو مثل حكو ولد)، وبالتأكيد حكو هو تحبيب لاسم حكمت، وحكمت يستحق الأغاني كلها ، أتذكره جيدًا في الليلةالتي سبقت المعركة وكيف كان حذرا وهو المسؤل في تلك الليلة على تنظيم الحراسات بما يستوجب الحذر وطلب وألح ان يكون كمين متقدم للمفرزة صباح يوم الهجوم ليقوم بدور المدافع عن القرية ووجود الانصار فيها الا ان التعب و قلة اليقظة حالت دون ذلك، له المجد ويبقى في الذاكرة والوجدان .
الجالسون ، الأقرب للناظر هو ابو مناف- سبهان ملا چياد وهو آمر فصيل في تلك السرية وشاءت الأقدار ان ينزل الى الداخل للعمل التنظيمي مع زوجته النصيرة نغم ( رحاب ديبس) وتعرضا للاعتقال وحكمت محكمة الثورة سيئة الصيت وبواسطة الحاكم المجرم عواد البندر بالإعدام عليهم وكانت رحاب حامل في ابنهم البكر غزوان وهي في السجن وولدت وقضى غزوان وهو الوليد أيامه الاولى في السجن دون جناية تذكر، في الوقت ذاته كان ابو غزوان في زنزانة الإعدام وقضى ٢٠٠ يوما ،خرجا بعدها بالعفو وهم احياء يرزقون وأصبح المناضل سبهان ملا چياد فيما بعد عضو مجلس محافظة صلاح منتخبا عن قضاء الصينية.
الثاني في صف الجالسين هو اكرم اليزيدي (كريم سليمان حاجي) يعيش حاليا في الشيخان، والثالث هو ابو شريف. ( رشيدصالح) وهو منهمك بتصليح حذائه حيث كانت مشكلته الأزلية هي ايجاد حذاء مناسب لحجم قدمه الضخم فكان يلجأ الى تكبير الأحذية المتوفرة ولصق بعض الزيادات لتكون صالحة لقدمه الذي أتعبه كثيرا فقضى اكثر من سنة في المقر جليس القاعة وقصةالحصول على حذاء مناسب لقدم ابو شريف أصبحت من اشهر قصص الأنصار في بهدينان وذاع صيتها في سوران كذلك.
الجالس علي اليسار هو الرفيق ابو عمر له العمر الطويل يقطن مالمو - السويد وهو من القوش
الجالس الأخير معتمر الجمداني هو النصير بهاء صاحب الكاميرا التي نفذت هذه الصورة، كان قادما من الكويت وهو من البصرة ويسكن حاليا اليمن