قدم الى مقر (يك ماله) مساعد امر سرية المقر مع رفيقين اخريين، وبعد استراحة قصيرة، إلتقى بالرفيق ابو عماد الذي جاء يخبرني بأن مساعد امر السرية يطلب لقاءك.
كل الاحتمالات واردة، من مثل: النقل الى موقع اخر، او التنسيب الى احدى السرايا... الخ، ولكن ان يأتي مساعد امر السرية بنفسه للقاء بي، فأنّ ذلك يحمل بعض الخصوصية التي لها اهمية تفوق النقل.
جلست مع الرفيق على مبعدة من باقي الانصار، ولم ابادر بالسؤال عن سبب هذا التكريم!، فبدا بالحديث معي وهو يتقنع بوجه رسمي:
- رفيق انت تعرف زين اننا لسنا وحدنا في هذه المنطقة؟!
- ............. !
- وان سلوكنا يجب ان لا يؤثر بالسلب على علاقتنا مع الاخرين!
- ................. !
- وكذلك يجب ان نحترم تقاليد المنطقة والاحزاب الكردية التي لنا معها علاقات طيبة!
- ............... !
- فما هو رأيك بما قلت؟!
بدأ قلبي يدق من الجملة الاولى التي فيها كلام مبطن!، وازدادت نبضاته قوة مع كل الجمل اللاحقة!. شعرت ان هناك اتهاما كبيرا لا يخطر على بالي، ربما قمت بفعل خطير سيقوض العلاقات مع شعب كردستان، وكذلك مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عناه الرفيق!. راجعت سلوكي خلال الفترة القريبة، ووجدت اني لم ألتقي بأي قروي او بيشمه ركة حتى يصدر مني سلوك يؤثر على تلك العلاقات التي نحرص على ان لا تتكدر. فقلت بهدوء مصطنع:
- رفيق!، انا ما فهمت شيء مما تقول!، ممكن توضيح؟
- رفيق! كلامي واضح!
- واضح لك، لي غير واضح! شنو قصدك وضح اكثر !؟
- لحيتك؟!. قالها بتعجب وكأنه اكتشف قانونا كونيا جديدا!
- اش بيها
- عجيب، وتسال اشبيها؟!
- بلي!، اسال لان ما افتهمت قصدك
- تعرف ان لحيتك تشبه لحية لينين!؟
- وما المشكلة!؟
- رفيق انا صار ساعة احكي معاك على العلاقات وانت تسال عن المشكلة؟!، عجيب!
قررت ان اختصر هذا الجدل الاجوف الذي لا يوصل الى نتيجة.
- جيد رفيق! وهل يستدعي هذا الامر مجيء وفد رسمي لحله؟!
- رفيق! لا تسخر من الامر!
- يا عزيزي! لو كنت انت، او من ارسلك، بعث لي رسالة او كلاما شفويا بضرورة حلق لحيتي، لحلقتها دون هذه المشقة!
- صحيح!؟، اخبرونا بانك ترفض!
واختصارا، لا اريد ان استرسل بذكر المحاججة التي طالت كثيرا. حين ذكرت له ان الانصار في جميع انحاء العالم، يطيلون لحاهم وشعورهم لاخافة العدو، وتجربة الانصار البلغار والكوبيين شاهد على ذلك، لكنه جاء بامر، لم يتعب نفسه بتحليله ومعرفة اسبابه او اهميته!.ِ