ولد الرفيق احمد عزيز عام 1955 / قرية (جوار شاخ العليا) التابعة لناحية سرقلعة / قضاء كفري، وهو من عائلة فلاحية شيوعية. والده انتمى وناضل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ شبابه. عمل الشهيد أحمد مع والده في الزراعة والرعي، ودفعته الظروف القاسية في منطقة (كَرميان) الى الإحساس بالاضطهاد الطبقي والنضال والتضحية دفاعا عن الفقراء الفلاحين.

انضم الرفيق احمد الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عام 1972،  وعمل بجد وتفاني حتى التحاقه بصفوف الحركة الانصارية (السرية الرابعة كَرميان) عام 1982. حمل على متنه  سلاح (البازوكه) المضاد للآليات والطائرات، والمتميز بصوته القوي الذي يرعب العدو، ومن هنا جاء لقبه (احمد بازوكه).

تميز النصير احمد بجرئته وثباته في العمل العسكري والسري، وسرعان ما اصبح آمر حضيرة، ثم تدرج بالمسؤوليات حتى تولى مهمة آمر (الفوج الرابع كَرميان). شارك الشهيد احمد بالعديد من الفعاليات والنشاطات: ((كمائن، معارك، مفارز خاصة خلف خطوط العدو في كَرميان وقرداغ وشهرزور))، كما ساهم في عملية تحرير (ناحية قرداغ وناحية نوجول)، والتصدي لقوات النظام في نهر (كاوبازة) اثناء معركة (كاني شرين) قرب ناحية (قادر كرم) التي استشهد فيها القائد الانصاري خالد محمد امين (كاوه)، وخسر فيها العدو العشرات من افراده والكثير من اسلحته وآلياته.

تصدى الشهيد مع رفاقه لهجوم الانفال الذي شنه نظام البعث الدكتاتوري في (كَرميان) و(قرداغ). وقاد الرفيق احمد معركة قرية (كمته) في جبل (كه لوش) في 23 / 3 / 1988 التي  أدت الى  هزيمة  قوات الجيش والجحوش. وفي وهجوم الانفال في منطقة كرميان قاد المعارك في منطقة (الداودة وبناركل) التي تكبدت فيها قوات السلطة ومرتزقتها خسائر فادحة.

ونتيجة لعدم توازن القوى، لا في السلاح ولا في المعدات، قررت جميع اطراف البشمركة المشاركة في المعارك، الانسحاب من (شهروزر وقرداغ وكَرميان) الى منطقة (شوان) لفك الحصار عنها، وإعادة ترتيب صفوف القوات، ثم العودة على شكل مفارز بارتزانية صغيرة. وبهذا  تفوت على النظام الصدامي الفرصة في تصفية المعارضة المسلحة، حيث واصل البيشمركة عملهم المسلح في منطقة كَِرميان بجرأة وشجاعة، وكان للرفيق احمد بازوكه دورا أساسيا في تأمين مستلزمات العمل العسكري من (مقرات وملاجئ ومغارات آمنة وبيوت حزبية سرية في القرى والقصبات لحماية المقاتلين والكادر الحزبي).

تنقل الشهيد احمد خلال تلك الفترة بين مدن (كلار والصمود وكفري) عبر تنظيمات الحزب السرية وعوائل البيشمركة والمعارف من أجل تأمين احتياجات رفاقه الانصار. وعلى الرغم من المصاعب الجدية، خاصة بعد تهجير السكان، والهجوم المتواصل على المنطقة، والاستخدام الكثيف للسمتيات والطائرات العمودية، وغارات مفارز الاستخبارات الخاصة، الاّ ان موقف  الشهيد احمد كان متماسكا ومعنوياته عالية، مما اسهم في استمرار عمل المفارز الخاصة لبشمركة الحزب الشيوعي العراقي في كرميان لاكثر من عام ونصف، وحتى بعد اعتقاله بأشهر.

لقد تم اعتقال الرفيق احمد بازوكه في ليلة 7 / 8 / 1989، بعد وقوعه بكمين محكم على (جسر سبع الاف)، عندما كان متوجها مع رفيقه محي الدين علي خليفة (أبو افيان) عضو لجنة محلية كركوك للقيام بمهمة حزبية. أُطلقت عليهما رصاصات الغدر، فاستشهد الرفيق (ابو افيان) وأُصيب الرفيق احمد بجروح. وبعد ان خاض معركة غير متكافئة مع الجحوش، وقبل ان يلقى القبض عليه، حاول تفجير نفسه بقنبله يدوية، الاّ ان المرتزقة انتزعوا منه القنبلة، بعد ان اشبعوه ضربا باعقاب بنادقهم. جرى تسليم الرفيق احمد الى مديرية امن ديالى، وفيها تعرض الى تعذيب شديد في محاولة لانتزع المعلومات عن رفاقه في الهضاب مقابل (مجمع الصمود)، ثم أُرسل الى سجن (أبو غريب)، ليبدا مرحلة جديد من الصمود مع رفيقه ملازم رؤوف حاجي محمد (جوهر) المسؤول العسكري لقاطع السليمانية – كركوك، والذي ألقي القبض عليه بمجمع النصر في منطقة شهرزور. لقد صمد الرفيق احمد بازوكه بوجه جلاديه حتى إعدامه في أواخر التسعينات مع رفيقه جوهر وكوكبة أخرى من الشيوعيين والوطنين الديمقراطيين بعد محكمة صورية من قبل محكمة مجلس قيادة الثورة سيئة الصيت.

المصادر

- جوهر كرمياني _لجنة محلية كرميان _ تاريخ حياة الرفيق أحمد بازوكه باللغة الكردية.

- شهادة الرفيق على زنكنة الشفاهية للكاتب.

النصير الشيوعي العدد 39 السنة الرابعة تشرين الأول 2025