(( شخصية متميزة بكفاحها ومثابرتها واصرارها على النضال من اجل الحرية والكرامة. عرفه رفاقه بشجاعته واخلاقه وخبرته الواسعة بالجبل، كما عرفه اهالي قرى كوردستان وحظي باعجابهم واحترامهم. انه الرفيق مام خضر روسي سكرتير الحركة الديمقراطية لشعب كوردستان، الذي زارته جريدة النصير الشيوعي في مقر الحركة باربيل واجرت معه حوارا تناول بدايات التحاقه بحركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، واحداث بشتاشان، وجرائم الانفال سيئة الصيت، وعددا من القضايا التي تمس حياة الأنصار وكفاحهم ضد الدكتاتورية الفاشية الصدامية)).

النصير الشيوعي: باسم هيئة تحرير جريدة النصير الشيوعي، نرحب بكم رفيقنا العزيز، ونتمنى لكم الصحة ودوام العطاء، ونود ان نعرف في بداية هذا اللقاء الانصاري، من هو الرفيق المعروف بأسم (مام خضر روسي)؟.

  • اسمي الكامل، خضر قادر خضر قادر، ومعروف بلقب (مام خذر روسي)، من مواليد 1947 في قرية (عولاه) التابعة لناحية ديبكه قضاء مخمور في محافظة أربيل. متزوج ولدي سبع بنات و ولدان، عملت في مفرزة نقل السلاح من منطقة بهدنان الى منطقة أربيل بين عامي 1983 - 1984، وتوليت مهمة  آمر فصيل، ثم آمر سرية روست وقاعدة روست، وبعدها الامر العسكري لبتاليون روست في قاطع أربيل.

النصير الشيوعي: هل لنا ان نعرف، كيف كانت البدايات الأولى لالتحاقكم بحركة الأنصار الشيوعيين العراقيين؟

  • بعد الهجمة الشرسة التي شنتها اجهزة النظام البعثي على منظمات الحزب ورفاقه عام 1978، والتي سبقتها جريمة اعدام رفاقنا العسكريين بتهم ملفقة، اتصلنا بالرفيق مجيد عبد الرزاق (مام قادر)، والرفيق حنا الياس (أبو حكمت)، وطلبنا منهم انا والرفيق بكر تلاني موافقة الحزب على صعودنا الى الجبل، فجاء رد الرفاق "بان لا يوجد حاليا توجه حزبي بذلك"، وعليكم الاختفاء، وتدبير اموركم، فسافرنا الى بغداد وبقينا فيها مدة أربعة اشهر، ثم عدنا الى أربيل.

في 10 / ايار / 1979، إلتحقنا بمقر (ناوزنك) لقوات بيشمركة حزبنا الشيوعي العراقي، الذي تواجد فيه العشرات من رفاقنا وكوادرنا من مدينة السليمانية وكركوك ودهوك ورفاق اخرين من الخارج. كما كان الى جانب مقراتنا، العديد من مقرات قيادات الأحزاب الكوردية العراقية والإيرانية المعارضة.

النصير الشيوعي: بعد معارك (بشتاشان) والجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات (اوك) بحق رفاقنا، كان لكم موقفا مشرفا في تجاوز الازمة، وإعادة عمل الأنصار الشيوعيين في قاطع أربيل، هل حدثتنا عن تلك الايام؟

  • بعد انسحابنا من قنديل الى الاراضي الايرانية، كلفني الرفاق في قيادة الحزب هناك، ان اقود مفرزة صغيرة من عشرة رفاق ونعود الى العراق للبحث عن اماكن عمل جديدة وملائمة وفتح مقرات انصارية فيها، اذكر منهم الرفاق (ابو هادي، ابو حسين، ابو اصطيف، ابو تانيا، واخرين...). اخترت منطقة (برادوست)، حيث لي معرفة وعلاقات سابقة باهلها، لكن ظروف حركتنا كانت صعبة للغاية، ومن العسير الحصول على قطعة خبز!، وزاد من صعوبة حياتنا، إلتحاق العشرات من الرفاق الهورمان بنا ((منظمة سازمان اليسارية الإيرانية، وجماعة (غني ل ابلوريان) المنشقة عن حدكا الإيراني، ورفاق من حزب تودة الايراني)). تغلبنا على هذه الازمة بهمة الانصار وتضامنهم وصبرهم، وايضا بعلاقتنا الطيبة مع سكان المنطقة وفلاحيها، خاصة في قرى (كورك، وليلكان، وشيله د ه ز ه، وباقي القرى الأخرى في منطقة برا دوست). كما اقمنا علاقات جيدة مع شيوخ العشائر، خاصة مع  (كريم خان) الذي ساعد في تسهيل حركتنا وتجوالنا في المنطقة، مما جعل الفلاحين واسرهم التعامل معنا كابنائهم، كما ساهم ذلك في القضاء على التهم الملفقة ضد الشيوعيين (بانهم ملحدون، ولا يحترمون عقائد الناس!). لقد تيقن الفلاحون من خلال تعاملنا اليومي معهم، بان الشيوعيين صادقون ونزيهون ومخلصون، يحترمون الاخر مهما اختلف معهم بالتفكير. ونتيجة لهذا السلوك المتميز، إلتحق بحركتنا اكثر من 25 مقاتل من شباب القرى.

بعد فترة وجيزة، استطعنا ان نفتح مقر في منطقة (دراو)، تجمع فيه اكثر من  300 رفيقة ورفيق، بما فيهم الرفاق (الهورمان) الذين اشرنا لهم سابقا. وبالرغم من شحة المواد الغذائية واللوجستية، الاّ ان اهل المنطقة تعاونوا معنا، وقدموا الكثير من المساعدات، حتى تمكنا من تثبيت اقدامنا، وايجاد طرقنا الخاصة لتزويد مقراتنا بالمستلزمات الضرورية.

النصير الشيوعي: كنتم شهود على جرائم النظام البشعة في ما سمي بعمليات (الانفال)، ما اهم ما بقي في ذاكرتكم عن تلك الجرائم؟

  • لقد خضنا قتالا شرسا عند تصدينا لقوات السلطة ومرتزقتها التي حاولت محاصرتنا وقطع الطريق علينا. بذلنا جهودا من اجل التنسيق مع قوات البيشمركة المتواجدة في المنطقة (بيشمركة كادحي كردستان، والحزب الديمقراطي الكردستاني)، لكنهم انسحبوا قبلنا من دون ابلاغنا بذلك. استطاعت قواتنا الباسلة، فك الطوق الذي فرضته علينا القوات المهاجمة، حيث تمكنا من اختراق الحصار، وتكبيدهم خسائر فادحة، والعبور الى الحدود التركية، ومنها الى ايران، ثم العودة الى مقراتنا في (ناوزنك).

النصير الشيوعي: هل تعتبرون نضالكم في الحركة الديمقراطية لشعب كردستان، امتدادا لنضال حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين ؟

  • أن نضالنا في الحركة الديمقراطية لشعب كردستان، نضال جماهيري، لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة بين الناس، وان حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، كانت تناضل من اجل ذات الأهداف التي نناضل من اجلها اليوم في الحركة الديمقراطية لشعب كردستان. لقد قدم لنا الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الشيوعي الكردستاني، الكثير من المساعدات المادية واللوجستية في بداية تأسيس حركتنا، وتربطنا بهم علاقة رفاقية طيبة.

النصير الشيوعي: الرفيق العزيز مام خضر، هل من كلمة اخيرة؟

  • نشكر جريدة النصير الشيوعي على هذا اللقاء، ونتمنى استمرار صدورها للتعريف بتاريخ الأنصار الشيوعيين العراقيين ونضالهم وبطولاتهم وشهداء حزبهم، لاسيما وان هناك طاقات كبيرة للأنصار في مجال التدوين والكتابة.

النصير الشيوعي: في ختام اللقاء، نتوجه للرفيق المناضل مام خضر روسي، بالشكر الجزيل لاتاحته فرصة اللقاء، متمنين له العمر المديد، ومواصلة النضال من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.

النصير الشيوعي العدد 41 السنة الرابعة كانون الاول 2025