مُلئت  قلوب الناس قيحاً / سامي سلطان

لا شك أن اغلب المراقبين للشأن العراقي وأنا  منهم،  تتراود  إلى اذهاننا العديد من الامثال الشعبية التي نتداولها نحن العراقيين في حياتنا اليومية وهي تعبر وبالصميم عن طبيعة معاناتنا اليومية نتيجة انعدام الأمن ولاستقرار ونتيجة للانفلات الأمني وتفشي الجريمة المنظمة للعصابات التابعة للميليشيات المدججة بالسلاح والمال والمسنودة من دول الجوار ونتيجة لاستمرار بتدوير وإعادة إنتاج نفس الوجوه الكالحة الماسكة بمقاليد الحكم والتي جاءت في غفلة من الزمن بمباركة المحتل  فأمعنت في اذلال الشعب ونهب ثرواته وعاثت بالأرض فسادا، ولانعدام ابسط شروط الحياة الآدمية حيث انعدام الخدمات وخصوصا في هذا الوقت بالذات الذي يكتوي ابناء الشعب بنار الحر الجهنمية، في وقت ينعم المسئولين  وأبنائهم بالنعيم وكأن ثروات البلاد اصبحت ملكهم الخاص دون غيرهم .

لقد ملئت  قلوب الناس قيحاً، فثار عليها ورفضها من خلال مقاطعته الانتخابات الأخيرة والتي لم  تصل نسبة المشتركين فيها العشرين بالمائة،  وتُوج  هذا الرفض والغضب الشعبي في انتفاضة تشرين أكتوبر المجيدة،  التي قدمت اكثر من 750 شهيدا وبحدود خمسة وعشرين الف مصاباً.

من بين الامثال الشعبية التي تحاكي معاناة ابناء شعبنا نورد التالي :

 ( نفس الطاس ونفس الحمام -  تيتي  تيتي مثل ما رحتي اجيتي -  الحمار نفس الحمار بس الجلال تبدل -  لاحظت برجيلها ولا اخذت  سيد علي - من هل المال حمل اجمال)  وغيرها من الامثال الكثيرة،  للدلالة على  انعدام الثقة بالطبقة السياسية التي التحفت بالدين كغطاء لفسادها وعملت على تطويعه لخدمة اغراضها الدنيئة، كما يدلل على أن ليس هناك من جديد يلوح في الافق القريب ما دام أن  الماسكين بالسلطة من جماعة " ما ننطيها"  اعتمدوا الطائفية البغيضة اسلوبا مفضلا للحكم وهم  يتفننون في اختراع الأساليب الملتوية  للبقاء في الحكم مدة اطول بالرغم من حجم الخراب والدمار الذي تسببوا به،  والأعداد الهائلة من الشهداء  والمغيبين واستمرار  حالات الخطف والاغتيال وغيرها من الأساليب الدنيئة التي لا تجلب لأصحابها إلا العار والمهانة،  والكل يعرف ومثل ما يگول المثل " لو دامت لغيرك لما وصلت إلك " وعسى يعتبر الموغلين في جرائمهم،  فأن التاريخ سوف لن ولم يرحمهم وأن طال الزمن،  وسيكون حسابهم عسير،  ولهم بما حصل للطواغيت من قبلهم عبرة أن اعتبروا.