سنجار الاطماع تحاول غدرها / ماجد زيدان                               

قبل ان تبرأ جراحها من حرب داعش والسبي، والتنعم بالنصر، ربما ستكون مسرحا لحرب جديدة لا تقل ويلاتها عن سابقاتها، ستخاض رغما عن ارادة اهلها وكراهتهم لها ولكن طمع بعض الشركاء في الوطن والجار الهائج في تحقيق المكاسب السياسية وغيرها وضعها في فوهة المدفع..

لو كانت هناك سلطة قوية ودولة قادرة على اداء مهامها كاملة لما تجاوز الطوراني على سنجار وهدد بارسال حممه اليها، وشجع بعض من يدعي بالانتساب الى العراق استعجال ضربها.

السنجاريون واهل الحواضر الحدودية خاصة والعراقيون عامة كانوا يمنون اتمام النصر الناجز باسرع وقت بعد طي صفحة المواجهات الجبهوية البدء بترسيخ السلم في المجتمع وعلى الارض ومداواة جراحات الحرب وكوارثها واستنهاض الطاقات في مختلف المجالات لتخطي تداعيات الحرب ضد الارهاب ومخلفاتها لبناء امن مستقر واجواء سياسية ملائمة وتحقيق مصالحة مجتمعية تلفظ تجار الحروب  والمنتفعين من الاوضاع الشاذة وتعزيز عناصر المواطنة وبناء دولة القانون والارتقاء بمستوى الشعور الوطني واحترام السيادة الوطنية لا التشجيع على العدوان اليها وتقديم المعلومات او فبركتها وتقديمها على طبق من ذهب الى تركيا كي تهاجم سنجار نكاية بالحكومة او بهذا الطرف اوذاك من ابناء جلدتهم، والامر من ذلك ان بعضهم يشغل مواقع رسمية في قضاء سنجار او في اعلى سلطة بالبلاد!

مثلما نحتاج الى معالجة بقية الجيوب الارهابية على الارض كذلك الافكار المعشعشة في العقول والتي تتبنى الفكر الداعشي سواء اقرت بذلك ام لا..

لا معنى لتحميل الحكومة الاتحادية مسؤولية وجود حزب العمال الكردستاني التركي  وغيره  في الاراضي العراقية  والكل  يعلم ان هذا الحزب موجود من عقود وقبل الاطاحة بالنظام الصدامي وامر واقع لم تتمكن السلطات المحلية والاتحادية من اخراجه.

من الواضح ان التشكيك بالتزام الحكومة الاتحادية بالدستور الذي ينص على  رفض ان يكون العراق ممرا ومعبرا ومنطلقا ضد بلدان الجوار هو محاولة للتحريض على خرق السيادة الوطنية، الا يلاحظ هؤلاء ما جرى من التدخل في سوريا والخراب والدمار الذي خلفه.. حتى الانتشار للقوات العسكرية في سنجار ومسك الحدود فقأ عين الاتراك ولكنه لم يفقأ عين بعض المحرضين على العراق.. كما هم  لم يشاهدوا  او يقرؤا عن انسحاب مقاتلي حزب العمال التركي ويشككون به دون تقديم ادلة  ليضعوا القوات الامنية الوطنية معه في خندق واحد، ويغفلون ان المناطق الجبلية  منطقة وعرة ولم تتمكن تركيا من سنوات طويلة من الحد من تواجدهم فيها.. ونود ان نلفت الانتباه ان العراق لم يرسل قواته للقتال خارج حدوده واعلن مرارا وتكرارا انه يحترم سيادة الاخرين ولا يتدخل في شؤونهم.

وللاسف لم نسمع من هؤلاء الذين يحملون الحكومة الاتحادية من يدعو تركيا الى حل مشاكلها في داخل حدودها واحترام الحقوق الانسانية والقومية لمواطنيها، بل ان هؤلاء تحولوا من قوميين الى طورانيين، وذلك لاسترجاع منصب خسروه او  تجارة فقدوها او كسدت، حتى ان كان الثمن غدر سنجار.

لتجنب شفى الحرب ووقوعها على الحكومة ان تحرك الجيش الى داخل المدينة وحمايتها وحصر السلاح بيد الدولة الى جانب التعامل بحزم مع الطابور الخامس والمجموعات المسلحة ولجمها وتكليف ادارة كفوءة بادرتها لا تكون طرفا في الخلافات الدائرة والقيام بحملة لاعادة اعمار ما خلفته الحرب ومساعدة النازحين على العودة الى ديارهم الامر الذي يمكنهم من مواجهة التجاوزات والابتزاز الذي يتعرضون اليه وبذلك نكون منهم سياجا يحمي المدينة ويعزل المتطرفين ويتعاون مع الاجهزة الامنية الحكومية.