تحية وتهنئة لرفاقك واصدقاءك ومحبيك في عيدك الـــ 87

 

هو بيتنا الحصين، الذي بنيناه بدمائنا وأعمارنا وأحلامنا، فأنارَ وأزهى وإبتسم له الزمان.... هو مسكن العائلة الذي يجمعها على موائد الإلفة والمحبة وحكايات شهرزاد..... هو متراسنا حين تداهمنا عاصفة المطامع والحقائب ودفء الكراسي...... هو الحارة والجيران واللّمة التي تشعرنا ببساطة وكبرياء الفقراء..... وهو المدرسة التي علمتنا كيف ندفع ضريبة الانتماء للوطن ونحن نردد أغاني الحياة: (اذا الشعب يوما اراد الحياة / فلابدّ ان يستجيب القدر.....).

 ليس مجرد حزب

هو الطفل الجميل الذي يظهر بيننا كما لو أنه حلم، ويصنع بضحكته البريئة فرحة الشارع..... هو الصبي المتوهج الذي لا يعرف الخوف والاوهام، فيجعل احساسنا في الحياة حلوا وعميقا وذا هدف..... هو المرأة المتحررة التي يخدش ذكاؤها كبرياء الذين يكرهون المواهب..... وهو الشيخ الوقور الذي يحمل المصباح في الليل البهيم ويرشدنا الى تأملات وحكمة (اوديب)......

ليس مجرد حزب

هو الربيع الذي تتعانق فيه الشمس والمطر ويملأ الطبيعة بالندى والخيالات البنفسجية..... هو الوردة البيضاء التي رسمناها في دفاترنا وفاح عطرها في سماء العراق وأرضه..... هو قوس قزح الذي يسحر الحواس حين تمتزج فيه كلّ ألوان البلاد..... وهو نور الحقيقة التي يبحث عنها التائهون والجياع مثلما يبحث عنها المثقفون والشعراء فتتجلى لامعة من دون اسرار ولا علامات استفهام. 

ليس مجرد حزب

فهو بئر المعرفة الذي غرقنا فيه، فتعلمنا الفرق بين الكلمة والبهرجة، وبين العزف على الكمنجة والعزف على العواطف، وبين سياسة ادارة البلاد لمصلحة المواطن وسياسة نهب ثرواته..... في هذا البئر تفتحت عيوننا على وجع المسحوقين الذين يعيشون داخل الاقفاص، وتعلمنا فيه ايضا أن سياسة الكواليس والصفقات تسلبنا انسانيتنا وتجعل قيمنا الحضارية والاجتماعية على المحك.....وهو كل هذا وذاك، فحزبنا الشيوعي الذي تتعطّر بأسمه محافلنا ليس مجرد حزب!.