جرت في السنين الاخيرة ظاهرة الاستفتاء الحزبي حول قرارات سياسية في الغالب تحالفية مرحلية او تكتيكات سياسية مرحلية
ان لم تخني الذاكرة كان اول استفتاء جرى حول البقاء في تحالف المؤتمر الوطني و رئيسه الچلبي انذاك منتصف التسعينيات من القرن المنصرم.
وتلت ذلك استفتاءات حول الدخول بتحالفات اخرى وأخيرها استفتاء مزمع اجراءه حول الاشتراك بالانتخابات القادمة ام مقاطعتها.
ينظر الكثير من الشيوعيين لهذا الاجراء ( الاستفتاء) كونه عملية ديمقراطية حيث يشارك الجميع بصياغة قرار حزبي سياسي ، بينما تظهر للعيان قضية غاية بالاهمية لاي حزب سياسي يخوض غمار احداث متسارعة في بلد مضطرب مثل العراق وهي المرونة السياسية وكيفية اتخاذ قرارات سريعة مطلوبة.
تجري بمعظم الاحزاب السياسية العالمية سواء الاوربية او الشرق اوسطية تعيين لجنة سياسية والعادة هي اللجنة المركزية ومهمتها قيادة الحزب سياسيا بين مؤتمرين وهي مسؤلة عن كل ما تنجزه او تقترفه .
والمصيبة ( الاستفتاء)الذي يجري الان سيسلب هذا الحق من ل م ويكبلها بقرار لا رجعة فيه وسنكون حققنا شيء من الديمقراطية ومشاركة الاكثرية بصياغة القرارات السياسية ولكننا فقدنا المرونة السياسية ولنفرض دخلت تنظيمات تشرينية الانتخابات وشكلت قائمة وبشروط معينة فماذا سيكون الموقف ؟، والحقيقة التي تبرز وبشكل جلي و واضح هي سيادة اجواء عدم الثقة باتخاذ قرارات سياسية حاسمة وتطفو ايضا اتهامات لهذا الطرف او تلك اللجنة .
نحن الان بصدد معالجة هذا الامر واعادة الثقة بالنفس والثقة برفاقنا وتوطيد ثقافة النقد والنقد الذاتي والاهم من هذا اشاعة عرف من الاعراف المعمول فيها داخل احزاب يسارية عالمية وهو الابتعاد عن مركز القرار السياسي في حالة فشل سياسة معينة وبعبارة اخرى تقديم استقالة من اللجنة المعنية باتخاذ قرارات سياسية.
-النظام الداخلي
قدمت قيادة الحزب الشيوعي العراقي مسودة النظام الداخلي للحزب للنقاش والدراسة على أمل اقرار صيغة نهائية في المؤتمر الحادي عشر والمنطق يقول قبل الاقرار او الاتفاق على هذه الاداة المهمة بتنظيم اي حزب سياسي وهو النظام الداخلي ذلك القانون الذي يحكم العلاقة بين رفاق الحزب وفقا لطبيعة الهدف المنشود.
فما هو الهدف المنشود للحزب حاليا؟
هل هو تأسيس حزب من طراز جديد؟ على غرار الحزب البلشفي وانتهاج سياسة لينينية ترمي استلام السلطة والاطاحة بالدوما ( البرلمان والعملية السياسية) ، سؤال علينا الاجابة عليه قبل اجراء اية مناقشة للنظام الداخلي.
ام سياسة ترمي الى تجميع كل القوى السلمية من المحتجين بهدف خلق كتلة ضغط صلدة وكبيرة تكون قادرة على اصلاح ما افسد وما وصلت له يد الفساد والغدر
امام المؤتمر الحادي عشر مسؤلية كبيرة بحسم السياسة العامة للحزب وليس اختصارها بعملية استفتاء بالمشاركة بالانتخابات ام مقاطعتها.