منذ عام والحرب بين محور المقاومة الاسلامي – ومحور الصهاينة والعمالة مستمرة, وفي مواجهات مفتوحة وعلى جبهات متعددة, وقد عمل الصهاينة على استغلال الاعلام بأبشع الصورة لقلب الحقائق ونشر الاكاذيب والتدليس, وقد استعملوا سلاح اعلامي خطير, وهو عسكريين صهاينة يتكلمون العربية, يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسائل خطيرة للمجتمع العربي, من قبيل افخاي درعي الذي اصبح له جمهور عربي كبير ينصت له ويتفاعل مع المحتوى الذي يقدمه, وأصبحت افكاره محور لما يتحدثون به مع استمرار التواصل معه, لذلك خلال هذا المقال اطرح فكرة مهمة يجب تفعيلها سريعا لرد الحرب الاعلامية.
فيجب ان يكون لنا جميعا ادوار في ردع العدو من الدخول لبيوتنا والتأثير على مجتمعنا.
- افيخاي ادرعي يحاول اختراق العقل العربي
يدير أدرعي مجموعة من الحسابات النشطة بالعربية على مختلف وسائل التواصل، وله متابعون يعدون بالملايين في العالم العربي، ففي مطلع عام 2024 وصل عدد متابعيه على "فيسبوك" إلى 2.5 مليون متابع، وعلى "توتير" حظي بأكثر من 662 ألف متابع، وحصل حسابه على "تيك توك" على ما يقارب 575 ألف متابع، وهناك 116 ألف متابع قناته على "يوتيوب" وأكثر من 100 ألف متابع على "إنستغرام", وواضح انه خلفه مؤسسة وموظفين ومخططين لما ينتج من محتوى ليس الأمر مجرد ناشط على مواقع التواصل.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة "الجامعة العربية الأميركية" عام 2017، فإن غالبية متابعي أدرعي على "فيسبوك" من جيل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
وصرح أدرعي أن الفكرة من استخدام وسائل التواصل "ليس فقط لنشر البيانات الصحفية، ولكن أيضا لتوليد خطاب موجه للجماهير مستهدفة والمحددة بهدف التأثير, لا مجرد العلاقات العامة", وهو يفتخر بأن وسائل التواصل مكنته من إحراز تقدم في هذا المضمار، ومثّل لذلك باستخدام كثير من وسائل الإعلام العربية مصطلح "جيش الدفاع الإسرائيلي". ويقول "كان هذا المصطلح غير مقبول، كانوا يسمونه الجيش الإسرائيلي أو جيش العدو" وبرأيه "التغيير بطيء وصغير، لكنه مهم للغاية".
ويصدر بشكل مستمر تحذيرات لحزب الله وحماس وفصائل المقاومة، ويهاجم بانتظام شخصيات بارزة فيها، وتكون تصريحاته ومشاركاته، والتي يقدمها عبر مقاطع فيديو أو رسوم كاريكاتيرية، مشبعة بسخرية لاذعة في كثير من الأحيان، واستفزازية في أحيان أخرى, والمتلقي العربي ينصت ويتابع ويتلقى أفكار هذا الصهيوني.
- نحتاج لخلق الضد لافيخاي وامثاله
اليوم نحن بحاجة ماسة لإيجاد شخصيات تنتج محتوى بالعبري والانكليزي والفرنسي يكون موجه لتلك المجتمعات, لغرض التأثير وايصال صوتنا, وكشف الحقائق, لذلك على الجهات المسؤولة في المقاومة ان تحتضن خريجي قسم اللغة العبرية في جامعاتنا وهم بالألاف, ووضع خطط لكيفية الهجوم الاعلامي, رسالة موجهة باحترافية تبين ما تخفيه عنهم الحكومة الصهيونية من خسائر ودمار في جيشهم, وفضح ممارسات جيشهم الارهابي وما يقوم به من مجازر تتنافى مع القيم الانسانية, فلو يتم تدريب مائة شاب من خريجي القسم العبري ودعمهم مقابل ما يقدموه من محتوى مثلا رواتب من قبل جهات المقاومة او من قبل الاجهزة الحكومية الامنية يكون خير معول لهدم ما يفعله افخاي ومؤسسات العدو الاعلامية.
الأفكار كثيرة ونوعية تحتاج فقط لمن يحتضنها ويرعاها كي ننتصر على العدو ونسد الطريق, حيث يسعى لاختراق مجتمعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- القنوات الفضائية وتخصيص رسائل إعلامية بالعبري
ممكن ان تقوم القنوات الفضائية بتوظيف خريجي القسم العبري في جامعاتنا, لغرض تخصيص وقت للرسائل الاعلامية الموجهة بالعبري, عن اخبار المقاومة وفعلها القوي في ردع الإرهاب الصهيوني عبر رسائل اعلامية احترافية موجهة لمجتمع العدو, ورسائل اعلامية تتحدث عن فضح ممارسات الجيش الصهيوني الارهابي وهو يقتل الاف الاطفال, مع تغطيات اعلامية للمعاناة الانسانية في غزة وجنوب لبنان وما تفعله الة البطش الصهيوني.
فيكون العمل على عدة محاور حتى تحقيق الأهداف الإعلامية في هذه الحرب, ويمكن الاستفادة من تجارب الاخرين, بل حتى من تجارب العدو ورد الهجمة بنفس النسق حتى دحر اهدافه وايقاف تغلغله الاعلامي في مجتمعنا.
- المراهنة على الحرب النفسية
هذه الافكار اذا تحققت هي تدخل ضمن الحرب النفسية التي يمكنها ان تدمر قوة المجتمع الصهيوني ويمكن ان تعجل برحيلهم من أرض فلسطين المغتصبة, وهو سلاح مهم لا يجب ان نترك استخدامه خصوصا لتأثيره الشديد, فقط نحتاج لرعاية وتخطيط وفهم واضح للأهداف, والحرب النفسية يشتغل عليها العدو من اليوم الاول, لذلك علينا ان نسرع الخطى في هذا الاتجاه ونشكل جيشنا الاعلامي, والذي سيدخل الحرب ويرد الارهاب الصهيوني وبأسرع وقت.
- اخيرا:
الفكرة مهمة جدا ويجب الاسراع في تنفيذها بسبب شراسة الحرب الاعلامية, وتأخرنا في الرد الاعلامي, ويمكن ان تنهض بها الحكومة والقنوات المحلية وخط المقاومة, حيث تشكل الفكرة مرحلة اعلامية جديدة في الحرب, وتسرع في زوال الصهاينة من ارضنا.