كما خمدت نار طالبان يومًا، قد تخمد نار الملالي.
لكن تحت رماد النظام العقيدة، تقف إيران بثقلها الحضاري، تنتظر لحظة التحرر من سطوة الفقيه، لتعود كما كانت: صاحبة فكر، لا راعية ميليشيات.

إيران ليست أفغانستان، ولا شعبها وقودًا للتطرف.
الفارسي الذي أنجب ابن سينا والفردوسي، لا يشبه من اختطفه خطاب الكراهية.
في داخل كل مدينة إيرانية، هناك قلب شاعر، وعقل فيلسوف، وروح مثقفة تبحث عن ضوء.

إذا سقط نظام الملالي، فلن تكون نهاية دولة، بل بداية نهضة.
نهضة تصنعها إيران التي تعرف طريقها إلى العقل، لا إلى السلاح.
إيران التي يمكن أن تُعيد للشرق صوته الحواري، لا خطابه الصارخ.

إن شعوب هذه المنطقة قد تعبت من الحروب، من الدم، من الشعارات، من "تصدير الثورة" و"نصرة المذهب".
هي شعوب تستحق السلام، لا بوصفه هدوءًا هشًّا، بل بوصفه انطفاءً للنار التي أحرقت جغرافيتنا لعقود.

لعل إيران ما بعد النار... تكون بداية الحكاية الجديدة.