عندما تكون الكلمات والعبارات التي تملأ الصفحات والكتب وموقع التواصل الأجتماعي ، وهي تتناول شخص ما او حدث ما او واقعة معيّنة من دون الولوج في ذلك وبكل معنى التجرد ، بعيدا عن النزوات العاطفية ،والضغائن والأحقاد ، وكذلك بعيدا عن الميول والأتجاهات ،ومن دون كل هذا فيما اشرت اليه فان الكتابة تصبح مجرد سفسطة ، اما اذا كانت تلك الاقلام حقا نزيهة ومنصفة ، عند ذلك ستكون تلك الاقلام ربما قد وصلت الى شئ من الحقيقة الوجدانية ، وهي تنطلق من عمق الحيقيقة النيرة والمنيرة التي هي كالشمس المشرقة التي لا يحجبها غربال ، ومن كان قلمه قد نثر حروف الحقيقة بصدق ، عندها نستطيع ان نقول انه لذو حظ عظيم ، وستبقى حروفه التي خطها قلمه خالدة ، كخلود الحقيقة يسترشد بها الاجيال على مر العصور والأزمنة ..
نعم ..
لقد حكم العراق في التأريخ القديم والمعاصر اثنان لا ثالث معهما ، الأمام علي بن ابي طالب ، صوت العدالة الأنسانية ، كما اطلق هذه العبارة الكاتب اللبناني الشهير على كتابه بحق علي ( علي صوت العدالة الأنسانية ) ، جورج جرداق ، فكان علي ابا للفقراء والمساكين والمحرومين .
أما الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم انتهج فكر الامام علي من دون ان يعلن ذلك ولم يتفوه بكلمة بخصوص ذلك .
فالشهيد الخالد عبد الكريم قاسم حاول ان يجسد عدالة الأمام علي فكرا وعملا، بعيدا عن المتاجرة بأسمه من اجل الوصول الى مآرب دنيئة ، كما يفعل ساسة اليوم ..
فألامام علي تخجل الأقلام النزيهة من تناول هذه القمة الشامخة في تأريخ الانسانية جمعاء ، واقول هنا ولا يتهمني البعض بالمبالغة ، فلو اجتمعت كل اقلام العالم والكتاب في ان يصفوا الامام علي ، فلم يستطيعوا ان يرسموا شخصيته ، ولم يستطيعوا ان يصلوا الى كنه معرفته ، ودليلي على ذلك قول النبي محمد (ص) : " ياعلي لا يعرفك الاّ الله وأنا " .
أما الشهيد الخالد فهو في قلب ووجدان وضمير كل حر شريف من العراقيين الأحرار ، لا بل شهد له بنقائه وزهده وحبه للمحرومين والفقراء والمساكين ، ألدّ خصومه وأعدائه، فكان نقيّا وذاب بنقائه ، محبّا لشعبه وذاب بمحبته ، ومثلما كان الأمام علي قسيم الجنة والنار كذلك الشهيد الزعيم الخالد ، فهو قسيم قوى الخير والمحبة وقوى الشر والعدوان ، والأمثال تضرب ولا تقاس ..
وأذكر هنا الجاسوس الاسرائيلي ايليا كوهين عندما حُكِمَ عليه بالأعدام في سوريا في ساحة المرجة سألوه ماذا تقول وانت في اخر لحظات حياتك ؟
فقال انتم تقولون انا عميل لأسرائيل ، "فانا اقول لكم أ ن الحكام العرب كلهم عملاء لأسرائيل ما عدا الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس العراق ، فهو العدو اللدود لأسرائيل ، واسرائيل العدوة اللدودة له "
فهل هناك شك يا ترى في شخصية الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم ؟
فسلام عليك ايها الشهيد الخالد في قلوب محبيك والمنصفين في حقك ، قبل خلودك في رحاب الله وظل عرش الرحمن .
وهنا أود ان انقل لكم ما قاله ألد خصومه عنه ..
شهادة يسرى سعيد ثابت عن الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم يكشفها الصحفي المخضرم ستار جبار
* يقول المرحوم الصحفي ستار جبار (رحمه الله ) مؤسس جريدة ( البينة الجديدة) كنت يوما" في دمشق ودعتني يسرى سعيد ثابت لزيارة بيتها وعندما دخلت البيت تفاجأة بوجود صورة كبيرة معلقة على الحائط لزعيمنا الشهيد وقد لاحظت مدى استغرابي وهي تعلم اني اعشق عبدالكريم قاسم..
فقالت:
لا تستغرب أنه اشرف وأعف من حكم العراق هذه قيمة وعنفوان وآلق زعيمنا في عيون اعدائه والفضل ما شهدت به الاعداء شكرا" مع التحية
من نبل وشهامة وأخلاق الزعيم عبدالكريم قاسم..
وروى الصحفي أنه كان في زيارة إلى سوريا قبل أحداثها الأخيرة..وقد سمع بمكان تواجد السيدة يسرى سعيد ثابت في دمشق..وبحكم طبيعته المهنية والصحفية رتب لقاء صحفيا" معها في منزلها..
حيث يقول الصحفي المخضرم ستار جبار : ما إن دخلت الصالة الكبيرة حتى فوجئت بصورة كبيرة جدا وبالحجم الطبيعي للزعيم عبدالكريم قاسم..وما أن بدأنا اللقاء الصحفي بادرتها بالسؤال عن قصة هذه الصورة حيث قلت لها:
كنت أتوقع أن آخر شخصية يمكن أن تضعي صورة له وبهذا الحجم هو الزعيم !! ..وذلك بحكم عداءكم له خاصة وأنت وأبوك وأخوك إياد اشتركتم في محاولة إغتيال الزعيم ولم تدخرو وسعا من أجل قتله!!..فاطرقت يسرى إلى صورة الزعيم وفي عينها دمعة وتنهدت واجابتني:
هذا عنوان الشهامه والرجولة والشرف والنبل والخلق الكريم وأنه إسم على مسمى..ثم قالت:
بعد اشتراكنا أنا ووالدي وأخي بالمؤامرة ضد الزعيم وبعد فشلها ..تم إلقاء القبض علينا جميعا" ووضعونا في السجن وبعد عدة أيام زارنا الزعيم للسجن وتكلم معنا بكلمات مهذبه فيه النصح والإرشاد وأن الثورة أيامها قليلة ولماذا هذا التآمر عليها وهي بعد فتيه..وفجأة التفت ولمحني فقطع كلامه وقال بعصبية:هاي البنية منو جابها هنا ؟..فاخبره الضابط المسؤول: بأنها من ضمن المتآمرين ومعها أبوها واخوها..فصفعة الزعيم وصاح به وبعصبية:لك أنت ماعندك شرف؟..لك أنت ما عندك أخلاق..لك شلون تجيب هاي البنية تكعدها بوسط الرجال؟..ثم خاطبني معتذرا" ومتاسفا" تعالي بنتي معي وافرغ لي غرفة البدالة وأمر لي بسرير وفرش نظيف..ثم سألني هل أنت بالمدرسة؟..فأجبته بنعم في الخامس الثانوي..فقال:
من المؤكد أن بعض الدروس قد فاتتك بهذه الايام..ثم سألني عن اسم مدرستي فأجبته باسمها..فاتصل بإدارة المدرسة بأن يتوجه الكادر التدريسي كل يوم بعد انتهاء الدوام الرسمي إلى مكاني للمباشرة بتدريسي..تقول يسرى:فاستحيت مما فعله تجاهي وأردت أن أعتذر فقاطعني أنت مثل بنتي..أهم شيء تركزي على دروسك ودراستك..
يقول الصحفي وأخذت يسرى تبكي بحرقة وهي تندب حظ العراقيين الذين لم يحافظو على هكذا شخص
ية فذة تحمل منتهى النبل والرقي الإنساني..
* قال احد معارف يسرى سعيد ثابت زرت يسرى بعد سنوات من هروبها من يد صدام والاستقرار في سوريا فوجدت صورة معلقة في غرفة استقبال بيتها للزعيم عبد الكريم فاستغربت من ذلك وقلت لها ما هذه الصورة وانتي من عناصر المؤامرة التي حاولت اغتيال عبد الكريم وانتي معروفة بعدائك لعبد الكريم قاسم
فقالت بألم وندم اننا خسرنا عبد الكريم قاسم ثم أضافت بعد فشل محاولة اغتيال عبد الكريم ونقله الى المستشفى بدأ رجال الامن بالقبض على المتورطين بمؤامرة الاغتيال وانا احدهم
وبعد تماثل الزعيم عبد الكريم الى الشفاء رغب في رؤية منفذي العملية فدخل الزعيم وسلم علينا بأبتسامته المعهودة وعندما شاهدني صرخ بأعلى صوته:
منو هو عديم الضمير الذي وضع الفتاة الوحيدة بين الرجال ؟!! ..من هو الذي أمر بذلك ؟!!
فاضطر احد الذين حوله ان يجيبه :نعم سيدي ان المقدم فلان..
فقال الزعيم: الله اكبر
ما عنده ضمير ما عنده دين ما عنده غيره الذي قام بهذا العمل وتضيف يسرى ثم التفت لي والحيرة تعلوا وجهه تعالي بنتي ارجو ان لا يكون أحد قد مسك بسوء ووضعني في غرفة خاصة واخذ يعاملني كأبنته
الحقيقة بت مستغربة كيف يعاملني هذه المعاملة وانا الذي اشتركت في محاولة لاغتياله فقلت له لا لم يضايقني احد فأمر بنقل المقدم الى كركوك..
ثم اخذت تقارن بين انسانية عبد الكريم قاسم و .....
لا شك انهم لم يقتلوا شخص بل قتلوا العراق والعراقيين قتلوا الانسان والحياة
--------------------------------------
***قبل اكثر من 14 قرنا تخلى اجدادنا عن الامام علي(ع) وفي هذا الزمن لم يدرك آباءنا بان هذه القوى التي استهدفت الامام علي(ع) هي نفس القوى التي تستهدف الزعيم .. والقوى التي قتلت الامام علي (ع) هي نفسها التي قتلت الزعيم عبد الكريم قاسم .. فلم يتعظوا وتخلوا عن عبدالكريم قاسم!!
يا ترى متى نتعظ ؟ !!
----------------------
*الصورة الاولى:
الواقفون في المقدمه احمد طه العزوز السامرائي والذي خلفه سليم الزيبك والثالث الذي يلبس اليشماغ هو السائق علي حسون والثالث شاكر محمود حليوه والرابع سمير عزيز النجم والذي بعده اياد سعيد ثابت وشقيقته يسرى سعيد ثابت
* صور الى يسرى سعيد ثابت مع زوجها الفلسطيني الاصل والسوري الجنسية حميد مرعي حسين واحد المشتركين معها في محاولة اغتيال الزعيم ..
* صور الى شقيقها اياد سعيد ثابت
كما الصورة الزعيم عبد الكريم قاسم وشهيد الكلمة الصحفي المخضرم ستار جبار