" العالم مكان خطر جداً للعيش فيه
ليس لكثرة الأشرار فيه بل لصمت
الأخيار عما يفعل الأشرار"
البرت اينشتاين
د. ابراهيم الخزعلي
10/9/2025
شهدت البشرية والعالم على مر العصور حروبًا ومعارك مختلفة. وكما هو معلوم، فإن الحرب هي حالة تتجاوز حدود العقل، والذي لو استُخدم بشكل صحيح وعقلاني في حل المشكلات المستعصية لما اشتعلت نيرانها التي تحرق الأخضر واليابس. ولكن عندما يُغلق العقل، تتغلب النزعة الشريرة على مشاعر الإنسان وتتحكم في تحركاته العدوانية تجاه الآخرين، فيستخدم كل ما يمتلكه من أدوات القوة والبطش، وينطلق متنمراً ومتعالياً على من هو أضعف منه. ولا تكون للإنسان أي قيمة في قاموس هؤلاء في حروبهم وعدوانهم، وكل ذلك من أجل تحقيق رغباتهم وتحقيقًا لمآربهم الدنيئة وما تصبو إليه نفوسهم المريضة، ومع كل ما سجله لنا التاريخ من حروب، كانت هناك قوانين يلتزم بها المتحاربون، فلم تخرج تلك الحروب عن القوانين الدولية والأعراف والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمعات البشرية، باستثناء ما اشتهر به الإمبراطور الروماني نيرون في التاريخ القديم، وكذلك أدولف هتلر في تاريخنا المعاصر وحربه النازية التي أوقدت نار الحرب العالمية الثانية، الأكثر دموية على مدى التاريخ البشري، إذ وصل عدد ضحاياها إلى 85 مليون إنسان من جنود ومدنيين. وكان الاتحاد السوفيتي أكبر المتضررين بخسائر بشرية تراوحت ما بين 26 و 29 مليون شخص، وكذلك الصين بـ 20 مليون شخص، بالإضافة إلى دول أخرى من ضمنها ألمانيا نفسها التي قدمت خسائر بشرية لأن النازية، كما هو معروف، لا تحترم الإنسان ولا قيمة له في فلسفتها .
إن ما نراه اليوم من نازية جديدة يقودها نتنياهو، هذا الثعلب المتهور الهارب من مصيره المحتوم إلى حتفه الذي سيلقاه عاجلًا أم آجلًا، لن يختلف عن مصير موسوليني أو هتلر. وهو يدرك جيدًا تلك النهاية الحتمية، وانطلاقًا من مبدأ شمشون ومقولته الشهيرة "علي وعلى أعدائي" الذي هدم المعبد على رأسه ورأس ثلاثة آلاف شخص، فإننا نرى في سلوك نتنياهو أنه سيقدم الصهاينة الملتفين حوله قربانًا لكرسيه. وكذلك سيعرض اليهود الرافضين له ولحربه، وأولئك الذين يدعون إلى إنهاء الحرب ويدينون الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، للخطر.
إن جرائم نتنياهو الوحشية، على مرأى ومسمع من العالم، قد أسقطت القناع عن وجه الصهاينة المجرمين القتلة، وكشفت زيف الديمقراطية التي خدعوا بها العالم طيلة ثمانية عقود. لقد حجبوا جرائمهم بالكذب والدجل وبدعم قوى الشر العالمي والإعلام المضلل الذي أخفى حقيقة احتلال فلسطين، وكيف ارتكبت العصابات الصهيونية مذابح وجرائم وحشية بحق الفلسطينيين خلال حرب 1948 وما قبلها، مثل عصابات هاجاناه وإرجون وبيتار وشتيرن وبلماح. وها هو العالم اليوم يدرك ماذا تعني الصهيونية، ومن هم الصهاينة، وما يرتكبونه من سلوك إجرامي بربري، وعلى رأسهم نتنياهو الذي كتب على نفسه وعلى كيانه الغاصب خاتمة الخزي والعار والهزيمة الأبدية. وستلاحق دماء أطفال فلسطين الصهاينة المجرمين القتلة .