الى عمامة تبرر وسياسي فاسد ويسرق وميليشياوي يزرع الخوف والموت
الى أحزاب طائفيّة صنعت الخراب بنهجها المدمر، وميليشيات أصبحت هي الدولة، تتحكم بالناس والسلاح والاقتصاد، فارضة إرادتها السياسية بقوة سلاحها لتحول البلد الى إقطاعية، أنكم لستم سوى وجه من أوجه خراب البلد ومستقبله.
الى عمامة تعمل على دخول قلوب ووجدان البسطاء، لتخرج منها محملة بكل ملذات الحياة. أنتم و خطبكم من على منابركم وفتاواكم التي ما أنزل الله بها من سلطان أوّل خراب هذا البلد. أنتم الذين جعلتم الحسين وسيلة لغناكم وفقر شيعته، أنتم الذين جعلتم الحسين وسيلة لتجهيل الناس وبؤسهم وموتهم اليومي. أنتم الذين تقولون لفقراء الشيعة انّ الجوع ثواب ما دام في خدمة المذهب، والظلم قدرهم كون أئمة الشيعة كانوا مظلومين. أنتم تسوّقون للناس دجلكم من أن القهر أبتلاء وكأن الله لم يعرف غير شيعة العراق مختبرا للبلوى، وأنتم من تريدون الناس الصمت على بلواهم لأن بصمتهم نجاتهم!!
كل هذا وجعلتم الناس يواجهون فسادكم وفساد سلطتكم بالأدعية بدل التظاهر، والفقر الذي ليس هو بعيب كما تقولون بالصبر وكأنّ الله لن يكون مع الفقراء الا بجوعهم وصبرهم وموتهم!! أمّا أنتم فمن حقّكم أن تمتلكوا كل شيء، سيارات مضللة مدرعة والإمام علي قتل وهو أعزل، وتتمتعون بما لذّ وطاب وشيعة علي يعتاشون على المزابل، أنتم من تملكون المزارع والفنادق والمولات والجامعات الاهلية والمستشفيات وكلها تحمل إسم الكفيل، وشتّان بين كفيلكم و العبّاس بن علي كفيل زينب في كربلاء، هذا العبّاس الذي تتاجرون به كما تتاجرون بالحسين وعلي ومحمد والاسلام كدين والله نفسه. أنتم الفنار الذي يهتدي بـ "ضوءه" الفاسدين، ويتيه الفقراء في صحراء خطابكم وتعاويذكم ووقوفكم الى جانب الظلمة، أنتم البداية التي ينطلق منها سباق خراب الناس والوطن.
أنتم، الكلمة التي تخدّر الناس، والكلمة التي بها أصحاب القرار ينهبون ثروات الناس والوطن، وتباركون بندقية تهددهم وتمنحوها القدسية. أنتم من جعلتم الخراب منظومة كاملة، منبر يصنع الوهم، أحزاب تصنع الجوع والفقر، وبنادق تصنع الصمت والخوف بإرهابها للناس. أنتم من حولتم أئمة الشيعة الى مكاتب علاقات عامة تمتلك موانيء ونقاط حدود يهرّب منها كل شيء حتى المخدرات، وأرصفة لتهريب النفط وحسابات بنكية في العديد من بلدان العالم.
عمائمكم إهتزّت بسبب حفل غنائي، ولم ولن تهتز من أجل مدينة تموت عطشا!! تظاهرتم من أجل قتل الفرح، ولا تظاهرات أمام خراب يبتلع مدينة النفط وشط العرب وبيوت الفقراء بيتا بيتا. أي منطق ديني وسياسي يجعل الأغنية قضية مركزية، بينما الكوارث تسير في الشوارع والساحات والعشوائيات وبيوت الصفيح قضية ثانوية بل منسيّة! هل الكارثة في إقامة حفل غنائي أم في جفاف دجلة والفرات وموت الأرض عطشا!؟
عجيب أمركم أيتها العمائم وأنتم تعتبرون حفل غنائي كارثة، وتمرّون مرور الكرام على كوارث شعب ووطن يئنّ من ظلمكم والأحزاب والميليشيات التي تباركونها. إن كنتم صوت المجتمع كما تدّعون فعليكم أن تتظاهروا من أجل الحياة لا الموت، من أجل الفرح لا الحزن، من أجل غنى الناس لا فقرهم، من أجل العلم لا الجهل، من أجل التقدم لا التخلّف، من أجل الحريّة لا العبودية، من اجل الوطن لا من أجل الأجنبي.
إنكم تخوضون معركتكم ضد حفل غنائي أو موسيقي أو أية مظاهر من مظاهر الفرح كونها المعركة الأسهل خوضها وأنتم تدغدغون مشاعر البسطاء بحجّة الحلال والحرام لذا نراكم في مقدمتها، أمّا المعارك ضد الفساد والسرقات وانعدام الخدمات تحتاج الى شجاعة لا تمتلكونها ولستم بصدد خوضها مطلقا، لأنها تضعكم والاحزاب والميليشيات الإسلامية أمام تساؤلات كبيرة وتفضح كل موبقاتكم وجرائمكم.
الغناء لا يهدد المجتمع، بل الفساد والسلاح المنفلت والمحاصصة الطائفية هي من تهدد أمنه وسلامته. وحينما يستعيد شعبنا وعيه ويعرف أنّ الجوع ليس قدرا، والفقر في بلد كالعراق عيب وجريمة ، وأنّ الخوف ليس دينا، حينها ستهبّ رياح شعبنا، ولن تكون ثلاثية الخراب وقتها الا إعجاز نخل خاوية كما جاء في القرآن الكريم " سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ".
زكي رضا
الدنمارك
25/11/2025
.