التأم المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي العراقي يوم السبت 28/5/2022، وحضره الرفاق أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية، ومسؤولو المختصات المركزية، وسكرتاريو المحليات الحزبية ، وعدد من الكوادر العاملة في ميادين مختلفة من عمل الحزب.
في بدء اعمال المجلس وقف الحضور دقيقة صمت تكريماً للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا، وبينهم الشاعر والمناضل رفيق الدرب مظفر النواب.
وتداول المجتمعون الأوضاع السياسية ومستجداتها، ومواقف الحزب منها، وتمت الإشارة الى الازمة السياسية والفشل المستمر في انجاز الاستحقاقات الدستورية، ومنها انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة.
وبيّن الاجتماع ان حالة الانسداد السياسي الراهنة هي تعبير عن مأزق النهج الذي تختطه منظومة الأقلية الحاكمة. وان الصراع على المواقع والمناصب والحصص لا صلة له بهموم الناس ومعاناتهم، التي تفاقمت كثيراً جراء الازمة السياسية ومحدودية صلاحيات الحكومة الحالية، وجراء عدم إقرار موازنة 2022 وارتفاع نسب البطالة والفقر (رغم نمو موارد الدولة المالية بفضل ارتفاع أسعار النفط عالمياً) وتدهور الخدمات العامة وخاصة في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم.
ولاحظ المجلس تعاظم وتيرة السخط والتذمر في اوساط جماهير الشعب، وانعدام ثقتها بالمتنفذين، وبقاء أسباب اندلاع انتفاضة تشرين الأول 2019 قائمة، بل وتعززت بعناصر جديدة ضمن تداعيات الأزمة العامة الشاملة، وتفشي الفساد، وتغوّل الميليشيات والمجاميع المسلحة، وتزايد ضعف هيبة الدولة والقدرة على فرض قوة القانون، كذلك عدم الاستثمار السليم لموارد الدولة، وعدم الجدية في تنمية القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة والخدمات الإنتاجية.
ان بلدنا، رغم الوفرة المالية حالياً، يعاني من صعوبات جدية في تأمين الغذاء للمواطنين، وتتعدد اسباب ذلك ومنها القصور في السياسة والأداء الحكوميين، وشح المياه، وتقلص المساحات المزروعة، وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية. وهذا يفرض على السلطات التنفيذية والتشريعية، الاقدام على إجراءات عاجلة لضمان جاهزية وانسيابية إمداد المواطنين بالمواد الغذائية، وتحسين وتطوير توزيع السلال الغذائية وانتظامها.
وشدد الاجتماع على المضي قدماً في تعبئة الجماهير ورفع وتيرة استعدادها وزيادة زخم الحراك الشعبي، ومراكمة عناصر التغيير الشامل، وتكثيف الجهود والتنسيق والتعاون بين قوى التغيير، من أحزاب ومنظمات مدنية وديمقراطية وقوى تشرينية وجماهير ساخطة ومتذمرة، والسير على طريق دحر منظومة المحاصصة والفساد، والمضي قدماً نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وفي جانب آخر من الاجتماع درس المجلس بعناية ومسؤولية عاليتين، وعلى وفق ورقة عمل مهيأة، التحديات التنظيمية التي تواجه عمل منظمات الحزب. وبجرأة شيوعية ناقدة تم تشخيص أسباب وعوامل بعض جوانب الخلل والقصور في العمل، كما استعرضت عوامل القوة والنمو وامكانيات تعظيم دور الحزب، والنجاحات المتحققة وهي عديدة ومتنوعة.
كما تم التوقف عند الانتخابات الحزبية الداخلية، الجارية الآن في منظمات الحزب، وجرى التشديد على ضرورة ان تكون رافعة أخرى لدفع العمل الحزبي الى امام بجوانبه المختلفة، وبما يدعم عمل الحزب وتعزيز دوره السياسي والفكري والتنظيمي والجماهيري.
بغداد
28/5/2022