بجانب تفاقم ازمة الكهرباء تبرز أزمة مياه خانقة تُهدّد المواطنين في معيشتهم وفي مختلف مناحي حياتهم. وارتباطا بها جدد المواطنون في بعض المحافظات احتجاجاتهم، مُعبّرين عن السخط على انقطاع المياه عن المنازل، وعن الأراضي الزراعية عبر الأنهر الفرعية.
ورغم تفاقم هذه الأزمة، تُبدي الحكومة عدم مبالاة ولا تتخذ أيّة خطواتٍ جادةٍ للمعالجة. بل إنّ المثير أكثر للسخط هو مجاملتها دول المنبع، وعدم المطالبة الفاعلة بالحصة العادلة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات وروافدهما.
ويُدرك العراقيون تناقض تصريحات المسؤولين الذين يُهللون عند هطول الأمطار، وكأن الخزين المائي في العراق يفيض على الحاجة!
لكن المختصين يدركون أنّ العراق لا يزال يُواجه أزمةً ماء خانقة، وان تصريحات المسؤولين هي مجرد هواء في شبك.
أبدا لا يمكن التغاضي عن هذا الملف الحساس، ولا سبيل لمكافأة الدول التي تسهم في مفاقمة الازمة.
والغريب والمُستغرب حقاً هو صمت الحكومة حول هذا الموضوع، وكأنّ الأمر لا يعنيها في شيء. وفي الوقت الذي تُملأ فيه الدنيا ضجيجاً بتصريحاتٍ عن علاقاتها الخارجية وقوتها الدبلوماسية، تُهمل القضايا المصيرية التي تُهدّد البلد وتضعه على كف عفريت.