غراتس \خاص
في أجواء دافئة حملت مزيجاً من الموسيقى اللغوية وتنوّع الثقافات، أقام الملتقى الثقافي لجاليات أمريكا الجنوبية أمسية شعرية خاصة خُصِّصت لقراءات الشاعر الكوردي بدل رفو باللغة الألمانية، وذلك مساء الجمعة 21/11، وسط حضور من أفراد الجاليات اللاتينية من كولومبيا والأرجنتين والإكوادور وكوبا، وبمشاركة شاعرتين من النمسا.
افتتح الشاعر الأمسية بقراءة مختارات من قصائده المنشورة في الصحافة الورقية ومنصات الأدب على الإنترنت، مقدِّماً للحضور نصوصاً حملت بصمته الخاصة وتنوعت القصائد مابين الغزل والغربة والوطن، ومن بينها ايضا عيناك وقصيدة كلنا سنموت يوما وتحدث عن اعماله الشعرية الغربة أنثى بلون الارض والسماء،
ولم تقتصر الأمسية على الألمانية وحدها، فقد لبّى الشاعر رغبة الجمهور بالاستماع إلى لغتَي قلبه: العربية والكوردية. وحين قرأ قصيدة طويلة بالكوردية، تفاعل الحضور مع موسيقى اللغة وإيقاعها الفريد، كما قرأ عدداً من نصوصه المترجمة إلى العربية، مع ما تمنحه هذه التعددية من ثراء وتجربة فريدة لحضور يجتمع للمرة الأولى على ثلاث لغات في أمسية واحدة..
وتولت المترجمة الإكوادورية ناشا نقل القصائد من الألمانية إلى الإسبانية، مما أتاح للحضور اللاتيني متابعة جماليات النص واستيعاب أبعاده الثقافية والفكرية.
بعد القراءات، تحدّث رفو عن تجربته مع الشعر وأدب الرحلات، وعن علاقته بمدينة غراتس النمساوية التي قال إنها شكّلت له فضاءً إبداعياً واسعاً ولعبت دوراً مهماً في مسيرته الأدبية. ودارت مناقشات ثرية بين الشاعر والحضور حول الشعر والمنفى والكتابة عبر اللغات.
وأعرب رفو عن سعادته بهذه الأمسية قائلاً إنّه يقرأ للمرة الأولى أمام جمهور يضم ستّ جنسيات في مكان واحد، وباللغة الألمانية التي ليست لغته الأم، واصفاً اللحظة بأنها جسرٌ صغير بين القارات تبنيه القصيدة.والجميل حضور طفلة صغيرة مو والدتها واستمتعت كثيرا .
وقد اختُتمت الأمسية وسط إشادة كبيرة من الجمهور، الذي عبّر عن إعجابه بثراء التجربة وتنوّع اللغات التي جمعت بين الشرق واللاتين في ليلة واحدة.