بغداد – غالي العطواني

احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح الاثنين الماضي، حفل استذكار للاعب نادي الشرطة ومنتخب العراق لكرة القدم الشهيد بشار رشيد، في مناسبة الذكرى الـ 40 لاستشهاده على أيدي جلاوزة النظام البعثي المباد.

الحفل الذي أقامه "ملتقى أصدقاء الراحل عبد كاظم" بالتعاون مع "هيئة الشهيد بشار رشيد" التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الصدر (الثورة)، حضره عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق مفيد الجزائري، وعائلة الشهيد بشار وعدد من الرياضيين الذين واكبوا مسيرته الرياضية، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي.

أدار الحفل الصحفي الرياضي عبد الرحمن فليفل، واستهله متحدثا عن مسيرتي الشهيد بشار الرياضية والوطنية، وعن دماثة خلقه، حتى جريمة إعدامه من قبل عصابات النظام المقبور بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي.

وذكر مدير الحفل انه بعد إعدام بشار، أسمى ثلاثة لاعبي كرة قدم معروفين أسماء أولادهم باسمه، تيمنا به، وهم كل من هادي أحمد ورسن بنيان وسعدون حنيحن.

بعد ذلك ألقى الرفيق مفيد الجزائري كلمة استذكر فيها الشهيد بشار و"موهبته وقدرته اللتين رفعتاه إلى مصاف أبطال الرياضة العراقية، وفتحتا أمامه أبواب النجومية الدولية على مصاريعها".

وسلط الرفيق الجزائري في كلمته الضوء على ما تعرض له الشهيد بشار من ضغوطات ومضايقات على أيدي أزلام السلطة الدكتاتورية لإجباره على الانضمام الى  حزب البعث الفاشي، حتى أعدم هو وعدد من رفاقه في مثل هذه الأيام من عام 1978 بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي (ننشر نص الكلمة في أدناه).

من جانبه ألقى العميد نهاد أنور، كلمة باسم مديرية العاب نادي الشرطة الرياضي، قال فيها ان الشهيد بشار يعد رمزا من رموز الرياضة الوطنية العراقية، منتقدا الجهات الحكومية كونها لم تولِ اهتماما بالشخصيات الرياضية التي تركت بصماتها في المشهد الرياضي العراقي، أمثال الشهيد بشار والراحل عبد كاظم.

وكانت لعضو إدارة نادي الشرطة الرياضي غالب الزاملي، كلمة لفت فيها إلى ان حفل الاستذكار هذا، لم يأت اعتباطا، انما جاء نظرا للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها الشهيد بشار رشيد، آملا أن يقام حفل الاستذكار القادم في مقر نادي الشرطة.

فيما ألقى الكابتن داود العزاوي كلمة ذكر فيها ان "الشهيد بشار لم يكن لاعب كرة قدم فقط، بل هو نجم رياضي واجتماعي وشبابي ساطع، وقمر عراقي مضيء"، مستذكرا العديد من شهداء الرياضة العراقية الذين أعدمهم نظام البعث المقبور، أمثال صباح شياع، سائر رحيم، رحمن الكردي، ناصر حسين، عماد خلف، سعيد متروك، طارق محمد صالح ونافع منعم.

وألقى الأديب جمال الهاشمي كلمة باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب، تطرق فيها إلى القواسم المشتركة بين الاتحاد والروابط الثقافية والرياضية. فيما انتقد الاهمال الحكومي ازاء رموز العراق الثقافية والرياضية.

أما عضو "هيئة الشهيد بشار رشيد" الرفيق جبار قاسم، فقد ألقى كلمة قال فيها "سيظل التاريخ يخلد الشهيد بشار رشيد، لأنه رفض شد عينيه في لحظة اعدامه، كي يرى جلاده".

وكانت لصديق الشهيد بشار، الفنان صباح فنجان، كلمة تطرق فيها إلى سيرة صديقه الذاتية، وكيف انه انتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي كونه من عائلة فقيرة ومحبا للوطن والناس.

آخر كلمة في الحفل كانت لعائلة الشهيد بشار، ألقاها نجله مسار وذكر فيها انه عرف الكثير عن والده عن طريق اصدقائه ومواكبيه، وعرف بأنه يتمتع بمكانة كبيرة لدى محبيه، معربا عن شكره وتقديره إلى رعاة الحفل.

وفي الختام وزعت ألواح تحمل صورة الشهيد بشار رشيد، على العديد من  المساهمين في الحفل.

 

 

 

في ذكرى الخالد بشار رشيد

سلاما شهيد الوطن والرياضة

 

 

نعود اليوم، كما كلَّ سنةٍ في مثل هذا الوقت من أيار، لنحيي ذكرى اللاعب اللامع، العراقي الاصيل والوطني الشهم المقدام بشار رشيد.

نستذكر ابا مسار، نستعيد انجازه الرياضي، وموهبته وقدرته اللتين رفعتاه الى مصاف ابطال الرياضة العراقية، وفتحتا امامه ابواب النجومية الدولية على مصاريعها ..

كان كل شيء مهيئا له كي يرتقي عاليا عاليا في دنيا الكرة المحلية والدولية، كي يبدع فيها اكثر واكثر، ويحقق لعشاق الكرة ومحبي الرياضة العراقيين ما يفخرون به ويباهون ..

كل شيء .. سوى كونه بعيدا عن حزب السلطة البعثي الظالم المتجبر، سوى كونه عراقيا معتزا بنفسه وكرامته وعراقيته، ووطنيا متمسكا بوطنيته، وشيوعيا وفيا لحزبه ورفاقه، مخلصا لشعبه وطنه.

جربوا كل وسائلهم واسلحتهم، كي يجبروه على التخلي عن اصالته العراقية، عن وطنيته وحزبه الشيوعي، عن قناعاته الفكرية والسياسية وكرامته الانسانية .. وينضم خانعا الى حزبهم العفلقي المكروه ونظامهم المستبد.

حالوا بينه وبين اللعب ضمن المنتخب الوطني العراقي، الذي كان في حاجة ماسة الى لاعب موهوب من امثاله. لفقوا له تهمة كاذبة لمنعه من الظهور في ملاعب الكرة العراقية، وحتى اصدروا قرارا من الاتحاد العراقي لكرة القدم بحرمانه من اللعب مدى الحياة.

ظلوا يهددونه ويخيفونه من جانب، ويقدمون له المغريات من جانب آخر.

ووصلت ضغوطهم عليه حدها الاقصى بالقبض عليه اعتباطا واعتقاله، لا لشيء غير رفضه الانصياع لارادتهم الشريرة، وصموده في وجه محاولاتهم امتهان كرامته وإذلاله، وغير اصراره على البقاء مرفوع الرأس مهما واجه من ظلم وقهر، ومهما سلطوا عليه من عذابات وآلام.

لقد تكسرت نصالهم المسمومة الغادرة على صخرة ارادته الابية المنيعة، وولائه العميق للناس والوطن!

 

وبهذا الموقف الرجولي ذاته، موقف الابطال الميامين، تحدى بشار – ومعه بقية رفاقه الاوفياء- تحدى الجلادين العفالقة المتعطشين الى الدم، وقهر الموت على اعواد مشانقهم، وتسامى شامخا نحو ذرى الشهادة والخلود، على خطى من سبقوه من رفاقه الشيوعيين والوطنيين الآخرين.

ومنذ ذلك الحين، وهو ورفاقه الابرار يسكنون قلوبنا، ويعيشون مضيئين في ذاكراتنا، امثولةً في حب الشعب والوطن، وفي الوفاء غير المحدود لهما.

 

سلاما بشار رشيد

سلاما شهيد الشعب والوطن

سلاما شهيد الرياضة العراقية ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*القاها الرفيق مفيد الجزائري في حفل الذكرى الاربعين لاستشهاد بشار رشيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص الاخيرة

الخميس 17/ 5/ 2018