تتفق كل الاداب في العالم على ان استعمال الاسطورة كأداة للتعبير عما يسمى بالاتجاه العام. فالاسطورة رغم ماتحويه من عنصر الخرافة ، مخلوقات غريبة ، وقائع مستحيلة ، تصبح في مجمل الموقف الذي تعرضه . ومن خلال شخصيات تنوء بمجمل هذا الموقف ، اكثر فعالية في الكشف عن الوضع الانساني واشد ملامسة لاغواء النفس البشرية الاحداث الواقعية اذ يذكر ( خلدون الشمعة ) في لا مدخل الى مصطلح( الاسطورة بأن الاعتراف بأن المضمون الواقعي لاستبصارات الاسطورة ينطوي على قيمة خاصة.). هذة المفارقة لابأس كانت مدركة لدى كتاب العصر الكلاسيكي ، وهو ما يفسر اصرارهم على الاستعانة بالاسطورة كمادة لموضوع الشعر . وفيما يخص الشعر الادرامي ( التراجيديا) فأن الاسطورة تصبح ضرورة صعب تجاوزها اذ ان فن عرض المأساة ليس في صميمه ، الا فن تصوير مأساة الانصات وقد يقال بأن الخيال هو اقصر الطرق التي يمكن ان تؤدي الى الحقيقة.