لن أجزمَ ، فلستُ أدري  هل ستكون لهذه القصاصة توابع ، أم لا !

لَملَمتُ كل طاقتي العقلية والنفسية كي أتركَ للعلم يفعل فعلته فلا تكون "الأخيرة"..

فلديَّ ما ينتظر الإنجاز ، ولا وقت عندي لدخول نَفقَ "الغياب" !

كأولئك الذين راحوا في القصف فذهبت حكاياتهم معهم ، تحت الأنقاض !

فالموتُ يُخلِّفُ ويولِّدُ في رحَمه نسياناً ، يكبرُ مع الوقت ..

 

     *      *       *

 

حتى لو أَبقَت "الريح الصفراء "! ريشةً واحدةً في جَناحي ..

سأطيرُ بها فوقَ تِلالِ الغيمِ ..  إلى ما خلفَ تُخومِ المدى ..

أغتسِلُ بضياءِ الكون ، خُلوَاً من "مزابل" الدنيا !!

 

   *      *       *

 

آخر مرة ، كُنّا  نَفَذْنا  من المَقْتَلَةِ !

خَرَجنا مُترنِّحين مثل السكارى ، وما كُنا بسُكارى .. !

مُنهكينَ ، نَرفعُ شارةَ نصرٍ جريحة ..

خَرَجنا لننسِجَ حكايتنا ونكتب سرديتنا نحن ..!

نلوذُ من النُعاسِ بِمَلاكِ الصحو ،

إِحمَرَّتْ عيناه من السَهَرِ لحراسةِ أحلامٍ مُبعثَرةٍ ،  نختلِفُ حولها ..

مازلنا مُعفّرينَ بغبار الطرقات ،

ننامُ واقفين ...

ونموتُ واقفينَ مثل شراع ،

أو ندخُلُ مُتحفاً بارداً ، لا يتذكّرنا ..

يسبقُنا غدٌ سيمضي ، ونصيرُ مِلك الصدى والهامش !

نَتحرَّرُ فيه من سلطةِ "المركز" المُستبدِّ ، بكل مسمّياته ،

كي لا نصيرَ مَسّاحي جوخٍ ! نُلمِّعُ قفطانَه (المركز)، ولا نكشف عن فتوقه ..

نَتصابرُ على "العادي" ، كي لا نضحّي بحريةٍ ، إكتسبناها بأثمانٍ باهظة ،

ليس اقلّها التخلّي عن أشد الضروريات الشخصية ،

وهي عادة أبسطُ حقوق الناس ..

....................

هي حريتنا  رغم أنف " الواقع " المُشَرشَح !

حريةَ أنْ نقولَ نعم أو لا ، دون أن نَحترقَ  ببروجكتر " المركز" !

حتى لا ينالَ من حُصنِ حُلمنا ، الذي نُريدُ ونُرضِع !

فالحريةُ ليست في تغيير الواقع ، إنْ كان ذلك ممكناً !  

بل في ألاّ  نسمحَ للسائد أنْ يُغيرنا ، كما يَهوى !

فـ"المستحيلُ" قنديلُ مَسرانا .. وجيشُ نَمْلٍ لا يهدأُ في عروقنا !

....................       

 

 هل كنّا غيماً ، كالأبَدِ المؤقتِ في الشِعر .. لا يزولُ ولا يدوم ؟!  

فقد كان لنا أمسٌ يُرتِّبُ أحلامَنا صورةً ، صورة ..                                                             

وكانَ لنا قَمَرٌ مُكتملٌ ، مُعلّقاً فوقَ زَقُّورة عگرگوف ،

 كُنّا رُواةَ الحكايةِ ، قبلَ وصول الغُزاةِ إلى غَدنا ..        

إذ أحرقوا كلَّ شيءٍ ، حتى خيوطَ ثوبِ السراب ، الذي كُنّا ننسجه !

ومرَّت بمَفْرقِنا حوافرُ خيولهم ..

ولم تَضِجّ العواصم !!

صارتْ تبسم بشفاهنا !

لأننا لم نتعلّمْ السباحة إلى شاطيء الفَرَحِ  بعدُ ..

بعدُ .. بعدُ ......!

 

 

 

                                                                                  يحيى علوان

                                                                                 9.9.2021