رابطة الأدباء والكتاب

أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيفي

 https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify

 https://www.facebook.com/P.A.Alfaify

-1-

"رابطة الأدباء والكُتَّاب السُّعوديِّين": نظامٌ أسهم في صناعة موادِّه ثُلَّةٌ من الأدباء والأكاديميِّين، منذ نحو خمسة عشر عامًا.  والسؤال اليوم: إلى أين صار ذلك النظام؟  ولماذا لا يُبنى عليه، في استراتيجيات وزارة الثقافة؟ ليُنطلَق منه، ويُطوَّر؟  ذلك ما تساءلتُ عنه في مداخلةٍ لي خلال (ملتقى الأدباء)، الذي عقدته (هيئة الأدب والنشر والترجمة، بوزارة الثقافة)، في الفترة من 27- 28 أغسطس 2021م= 19- 20 المحرَّم 1443هـ، في مدينة (أبها)، بجبال (السُّودة). مع ما كان- حول غياب آليَّات التفاعل الكافية والحِوار في ذلك المُلتقَى- من تساؤلٍ "ثقافيٍّ" آخَر: ما جدوَى الملتقى، بلا ملتقًى للأصوات والحِوار، مهما اختلفت؟ 

إنَّ إنشاء رابطةٍ للكُتَّاب والأدباء مشروعٌ متاحٌ اليوم تحت مظلَّة الوزارة.  وقد كان (نظام رابطة الكُتَّاب والأدباء) من أهم المشروعات التي أنجزتها لجنة الشؤون الثقافيَّة والإعلاميَّة في (مجلس الشورى)، خلال الدورة الرابعة لتشكيل المجلس.  إلَّا أنَّه نظرًا لارتباط ذلك النظام بنظامٍ آخَر، هو (نظام الجمعيَّات والمؤسَّسات الأهليَّة)- الذي يطمح إلى تأسيس النهوض بمؤسَّسات المجتمع المدني- فقد رُؤي عدم صدور نظامٍ منفصلٍ عن مظلَّة هذا النظام الشامل.  وما زال التطلُّع إلى أن يتمَّ إنشاء رابطة الكُتَّاب والأدباء حسب نظامها المشار إليه، مع تطوير ما يلزم تطويره، بطبيعة الحال. 

على أنَّ الأديب منذ ارتضى الأدب حِرفةً، يُدرِك أنَّ "حِرفة الأدب ستُدرِكه"!  فلا ينبغي أن يعوِّل في حِراكه الإنتاجي على قيام مؤتمرٍ أو رابطةٍ أو اتحاد!  غير أنَّ ثَمَّة جوانب تنظيميَّة، وأبعادًا إنسانيَّة، يؤمَّل أن يكون لمثل ذلك الجهاز التنظيمي دورٌ مهمٌّ في رعايتها ودعمها وإنمائها.  بحيث تمثِّل (رابطة الكُتَّاب والأدباء) مرجعيَّةً، ضروريَّةً في هذا العصر، لاحتضان المواهب، ورعاية المبدعين، ونشر نتاجاتهم، وتنظيم تفاعلاتهم ومؤتمراتهم مع نظرائهم في العالم.

-2-

إنَّ الأدب- من حيث هو- قائمٌ ونَشِطٌ وفاعلٌ، منذ نشوء المملكة.  والأدباء الحقيقيُّون هنا كثر.  فالجزيرة العَرَبيَّة تاريخيًّا هي منبع اللغة العَرَبيَّة وآدابها، وهي في العصر الحديث حافلةٌ بالشعراء والكتَّاب والمثقَّفين والمفكِّرين.  وقد آن تفعيل هذه الواجهة الحضاريَّة الخصبة وتنظيمها، بوصفها رافدًا رئيسًا من روافد التنمية وبناء الإنسان، ومن أهم محرِّكات التحوُّل الوطني إلى المستقبل.  على أنَّ من ركائز القُوَّة الأُولى في رؤية المملكة 2030: الاهتمام بالعمق العَرَبيِّ والإسلامي.  ومن توجُّهات المِحور الأوَّل في الرؤية- الذي يدور حول حيويَّة المجتمع-: دعم الثقافة، وبناء الشخصيَّة.  كما يأتي في الأهداف الاستراتيجيَّة لهذا المِحور: تعزيز القِيَم الإسلاميَّة والهويَّة الوطنيَّة. وذاك من خلال المحافظة على تراث المملكة الإسلاميِّ والعَرَبيِّ والوطنيِّ والتعريف به، والعناية باللغة العَرَبيَّة. ومن ضمن الأهداف الاستراتيجيَّة كذلك: تمكين حياةٍ عامرةٍ وصحيَّة، بوسائل منها: دعم الثقافة والترفيه، ومن سُبل تحقيق هذا الهدف تنمية المساهمة في الفنون الآداب والثقافة.  ومعلوم أن الأدب يُعَدُّ القاسم المشترك الأعظم بين تلك الأهداف الاستراتيجيَّة لمِحور حيويَّة المجتمع، بالنظر إلى موقعه الجوهريِّ في بناء القِيَم والهويَّة، وكونه وعاء اللغة والتراث والثقافة، علاوة على أنَّه بمثابة الأب للفنون الأخرى، قديمًا وحديثًا. وعليه، فإنَّ من نافلة القول الإشارة إلى أنَّ إيلاء الأدب ما يستحقَّ من رعاية، هو من آليَّات العمل الأساس لتحقيق برامج الرؤية 2030، وأنَّ دعم الأدباء، وتنظيم شؤونهم من خلال جهازٍ مرجعيٍّ موحَّد، من ضرورات ذلك.

إنَّ الاقتصاد في الإنسان هو الاقتصاد الأنجح في كلِّ الأوطان، والاستثمار في التنمية البشريَّة هو الاستثمار الأنجع دومًا، والأبقى تجدُّدًا عبر الأجيال.

 

(رئيس الشؤون الثقافيَّة والإعلاميَّة بمجلس الشورى سابقًا- الأستاذ بجامعة المَلِك سعود)

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify

 

واقرأ للكاتب:

  • هِجرات الأساطير: من المأثورات الشعبيَّة في جبال فَيْفاء إلى كلكامش، أوديسيوس، سندريلا (مقاربات تطبيقيَّة في الأدب المقارن). (الرياض: جامعة الملك سعود، ذو القعدة 1436هـ= سبتمبر 2015م).
  • متوافر على "الإنترنت"، للمطالعة أو التنزيل:  https://archive.org/details/myth-migrations
  • لتنزيل الكتاب مباشرة:ـ https://bit.ly/3AFYn1o
  • متوافر في نسخته الورقية على "الإنترنت": https://goo.gl/zhdKxH
  • موقع أ.د/ عبدالله الفَيْفي: http://khayma.com/faify
  • قناة أ.د/ عبدالله الفَيْفي:   http://www.youtube.com/user/ProfAAlfaify
  • جديد: في ملتقى الأدباء:   https://bit.ly/34uIeAt 

* كتب أخرى للقراءة والتحميل:ـ https://archive.org/details/@almotanabby

https://makeagif.com/i/xcOZxa

تابعونا على "تويتر": https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify  

http://www.facebook.com/p.alfaify  تابعونا على "فيسبوك":

 

http://khayma.com/faify