(قصة قصيرة من برلين)
 
في شارع فريدرش ببرلين، كان آنذاك مقهى صغير نرتادهُ كل يوم تقريبا ... ولو لنصف ساعة حسب ما يتيسر لنا من الوقت ... وكأننا على موعد مسبق ... أصدقاءٌ من مختلف التخصصات والجامعات ... نتبادل أحاديث وأخبار عن الدراسة والوطن. .. وكنا نفرح عندما نجد النادلة الجميلة ";جاميا" ; التي كانت كلها بشاشة وحيوية، وهي تحمل أقداح الشاي والقهوة، توزعها
على طاولات الزبائن. و تبتسم بوجوههم
واليوم بعد مرور أكثر من أربعين عاما ... تذكرت تلك الأيام وذلك المقهى والنادلة البنغالية الجميلة ";جاميا" ;
وآخر مرة وقبل عودتي للوطن بثلاثة أشهر ... شاهدت
;جاميا"; وهي تطير من الفرح لأنها
ستسافر إلى بلدها لتلتقي خطيبها في أجازتها المعتادة وتسلمه بعض النقود التي جمعتها من اجل زواجهما ...
الجميلة ";جاميا"لم تعد ، لأن خطيبها كان ينتظرها ليفرغ رصاصات مسدسه الى صدرها .. لأنه لم يطق انتظارها مجددا ا .. بكيناها جميعا .. مسكينة هي ، ومسكين هو و مساكين نحن ..لم نعد نرى "جاميا " بعد ذلك .. و كأن المقهى قد فقد إبتسامته