لِكُلٍّ جَوادٌ بـ (حِطِّين)

(مَجنونُ لَيلَى كمَجنونِ عَبْلَة!)

- إِذا ما أَفَضْتَ إلى ما تُرِيْدُ،

فطَقْسُ المَآتِمِ في النَّارِ عِيْدُ

ووَجْهُ الرَّمادِ يُبَرْعِمُ شَمْسًا

لِيَشْرَبَ ثَلْجَ اللَّيالِيْ الوَقُوْدُ

ونَسْجُ العَناكِبِ، حَوْلَ النُّبُوَّةِ،

يَعْلُوْ شِراعًا، وبَحْرًا يَمِيْدُ!

* * *

لِتَنْزِلْ مَشِيْئَتُكَ المُشْتَهاةُ:

بِحُبٍّ حُرُوْبٌ/

بِوَعْدٍ وَعِيْدُ!

ونارٌ بِنُورٍ/

بِدُوْدَةِ قَزٍّ لِتَنْهَلَّ دُوْدٌ

لِتَهْتَزَّ دُوْدُ!

يَمُوْتُ المَماتُ،

وما إِنْ تَمُوْتُ؛

لِعِزْرِيْلَ فيها رَصِيْدٌ يَزِيْدُ!

* * *

- أَجَلْ،

إِنْ تَنَزَّلَ ما أَشْتَهِيْهِ،

فصُبُّوا بِصَدْرِيْ لَظًى، ثُمَّ كِيْدُوا

وبِيْعُوا سَماواتِ حُلْمِيْ بِسُوْقٍ قَدِيْمٍ،

سَيُوْرِقُ سُوْقِيْ الجَدِيْدُ

فسِيَّان حَشْرٌ تَعِيْسٌ كهَذا،

إِذا ما يُقاسُ، وحَشْرٌ سَعِيْدُ!

* * *

يُغَنِّي مَجانِيْنُ (لَيْلَى) لِلَيْلَى،

قَصِيدًا حَكِيْمًا، فمَنْ يَستَفِيْدُ؟:

- إِذا كانَ قَلْبُكِ صَخْرًا،

فقَلْبِي انْبِجاسُ اليَنابِيْعِ،

وهْوَ حَدِيْدُ

وإِنْ كانَ حُسْنُكِ بِكْرَ المرايا

فعِشْقِيَ في كُلِّ طَرْفٍ وَلِيْدُ

كأَنيْ بِعِطْرِكِ طُوْفانُ دِفْءٍ

وبَرْدِيَ مِنْ فُلْكِ (نُوْحٍ) طَرِيْدُ

كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ قَلُّوا كَثِيْرًا

لأَنكِ فِيَّ الكَثِيْرُ الوَحِيْدُ

كجَنَّةِ عَدْنٍ، ونارِ جَحِيْمٍ،

حَوَيْتِ المَعانِي،

فطِبْ يا شَهِيْدُ!

* * *

يُغَنِّي مَجانِيْنُ (عَبْلَةَ) (عَبْسًا)

عَواصِفَ رَعْدٍ؛ لِتَصْحُو (ثَمُوْدُ):

- إِذا غَنَّتِ الطَّيْرُ حُرِّيَّةً،

لَمْ تَزَلْ لِلقُيُوْدِ تُغَنِّي العَبِيْدُ

يَخُوْضُ الطَّحالِبَ في القاعِ أَنفٌ

ورِجْلِي على أَلْفِ أَنفٍ تَشِيْدُ

لِكُلٍّ جَوادٌ بِـ(حِطِّيْنَ):

ذا لِـ(صَلاحٍ)،

وذاكَ امْتَطَتْهُ اليَهُوْدُ!

* * *

أَلا تَرَيانِ نُسُوْرَ الشَّواهِقِ

إِذْ مِنْ لَهاةِ الشُّمُوْسِ تَصِيْدُ؟

وكَيْفَ تُحَلِّقُ،

رِيْشًا ورُوْحًا،

ولَيْسَ لَها في ذُراها حُدُوْدُ؟

أَلا تَرَيانِ شِفاهَ الأَقاحِي

سَمَتْ لِشِفاهِ الحَيَا إِذْ تَجُوْدُ

تُعِيْدُ بِناءَ الأَجِنَّةِ شِعْرًا

عَتِيْدًا،

عَتِيْقًا، لِمَنْ يَسْتَعِيْدُ؟

* * *

- فماذا أَقُوْلُ؟

ورَأْسِيْ الجُنُوْنانِ:

طارِفُ عِشْقٍ، وفَخْرٌ تَلِيْدُ!

يَدًا بِيَدِ الوَجْدِ أَسْرِيْ إِليها/

إِلينا،

يَرِفُّ بُراقِيْ القَصِيْدُ

وعَبْرَ ابْتِساماتِها،

الأُرْجُوَانُ يُؤَرِّجُ مِعْراجَ لَيْلٍ يَقُوْدُ

إلى حَيْثُ آياتِ طِفْلٍ

بِكَفَّيْهِ أَزْهَى نُجُوْمِ السَّماءِ سُجُوْدُ

كلَدْغَةِ أَفْعَى بنَبْضِي،

الحُمَيَّا تُواصِلُ شَمْسَ النُّهَى إذْ تَذُوْدُ!

* * *

وما أَشْبَهَ الخَتْمَ بِالبَدْءِ،

قَوْلًا وفِعْلًا!

لِكَيْلا يَفِيْضَ النَّشِيْدُ:

- إِذا ما أَفَضْتَ إلى ما تُرِيْدُ

فطَقْسُ المَآتِمِ في النَّارِ عِيْدُ

… … … … … … …

… … … … … … …

- وإما انْتَهَيْتَ لِما لا تُرِيْدُ

فبِيْضُ الوُجُوْهِ بِعِيْدِكَ سُوْدُ!

* * *

أَقُوْلُ-

وقَلْبِي على كُلِّ قَلْبٍ

بِنَبْضِ الضَّحايا ارْتَقَتْهُ البُنُوْدُ

وأَكْبَرُ تارِيْخِ كِذْبٍ كِذابًا

كِتابٌ بِتارِيْخِ ما لا يُفِيْدُ

يَظَلُّ يُعِيْدُ اجتِرارَ الأَمانِي

يَظُنُّ زَمانَ (الفِطَحْلِ) يَعُوْدُ!-:

* * *

إذا ما المَنايا هَجَرْنَكَ طِفْلًا،

لَسَوْفَ يُوافِيْكَ مِنْها الوُفُودُ

ككَأْسَيْنِ عُمْرُكَ،

مَوْتٌ غَبُوْقٌ،

ومَوْتُكَ هذا الصَّبُوْحُ الجَدِيْدُ

ستَشْرَبُ كِلْتَيهِما،

أو ستَصْحُو بِواحِدَةٍ مِنهُما لا تَحِيْدُ

فَهَيِّـئْ لِرَأْسِكَ بَيْنَ الوَسائدِ

نَوْمًا يُؤَرَّقُ مِنْهُ الخُلُوْدُ!

أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيفي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify

واقرأ للكاتب:

· ألقاب الشُّعراء: بحثٌ في الجذور النظريَّة لشِعر العَرَب ونقدهم، (إربد- الأردن: عالم الكتب

الحديث، 2009).

· متوافر على "الإنترنت"، للمطالعة أو التنزيل:ـ https://n9.cl/d71c5

· لتنزيل الكتاب:ـ https://n9.cl/vk74h

· موقع أ.د/ عبدالله الفَيْفي: http://khayma.com/faify

· قناة أ.د/ عبدالله الفَيْفي: http://www.youtube.com/user/ProfAAlfaify

· جديد: الذِّئب في الشِّعر العَرَبي-5 (دراسةٌ بيئيَّةٌ مقارنةٌ في المُثُل والجَماليَّات):ـ https://bit.ly/3BHRqOF

* كتب أخرى للقراءة والتحميل: https://archive.org/details/@almotanabby

https://makeagif.com/i/xcOZxa

تابعونا على "تويتر": https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify http://www.facebook.com/p.alfaify تابعونا على "فيسبوك":

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. http://khayma.com/faify

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ