في يوم صيفي جميل ذهبنا انا وصديقي ( المغترب) ابو ادم الى البحيرة التي فيها ساحل رملي يتجمع فيه الناس من نساء ورجال وبعض الاطفال , الشمس تسطع فوق البحيرة تعطي منظرا جميلا كنجوم تتلألأ فوقها وتحرق الاجسام الطرية الغضة الشبه عارية بعد ان تركت مخابئها طيلة فترة الخريف والشتاء . كانت عيوننا تنظر باتجاه البحيرة وحركة الناس ...! ا

قلت لصديقي ابو ادم الطقس جميل ورائع اليوم , لكي اكسر الصمت الذي بيننا...ا

رفع النظارة الشمسية عن وجه ونظرة محدقا في وجهي شعرت ان فيها كلام ...ا

قلت ما بك يا صديقي نظرتك توحي كأن شيئا في فمك تريد ان تقوله...!ا

قال ابو ادم اريد ان أفشي سرا لك واخجل ان اقول ذألك ...ا

معقولة يا صديقي تضم عليَ سراً ...منذ متى وانت تضم الاسرار عني ( بعدين كل اسرارك عندي ) ربما تريد ان تمزح معي..!!ا

قال لا ...انا جاد في الحديث ...ا ربما هذا لم اخبرك به...! ا

قلت اذن ما الامر يا صديقي ...بدأت اشعر بالقلق...ا

قال لا تقلق كثيرا يا صديقي ربما هذا مجرد وهم ’ لكن منذ سنوات اشعر ان قلبي لم يعد يخفق مثلما كان خصوصا في السنوات العشرة او العشرين او ...الماضية ...لا اعرف تماما...! ا

قلت ولكي اهون عليه... هذه بسيطة , اذهب الى الدكتور لكي يفحص قلبك الرقيق ( الرهيف ) لماذا لم يخفق ...؟

قال يبدو إنك لم تفهم ما اقصد ...!!ا

قلت فهمني (يا ابو قلب الرهيف )...!ا

قال في طفولتي قلبي الصغير يفرح ويخفق بسرعة كالبرق عندما يحصل على لعبة بسيطة في العيد او تحضنني امي لتطيب بخاطري عندما ابكي عن شيء لم احصل عليه...!ا

عندما كبرت وفي فترة المراهقة والشباب كان الحب والعشق يجعل قلبي يخفق كل الوقت اشعر انه في انذار فعلي خاصة حين يحين موعد اللقاء مع الحبيبة ...ا

في فترة لاحقة ومكان اخر من سنوات ربيع عمري توقف حينها القلب تماما عن الخفقان على الرغم انه ان ينبض عندما اراء بهاتين العينين النساء الجميلات عند نبع الماء واسمع بهاتين الاذنين اصوات وأنين واهات بنات القرى الاتية من البيوت الى الوديان .جمال الطبيعة تجعلني اتخيل واحلم بكل شي جميل ... كانت النساء الحسناوات تأتينني فقط في المنام...واصبحت ملابسي ...جافة كأنها جلدا مدبوغ منذ فترة طويلة ...! ا

قاطعت ابو ادم قلت (على كيفيك وياي ) ... وبسؤال به خبث ... هل قلبك لم يخفق عندما ترى جمال النساء على هذا الساحل ...! ؟

قال لا... لكني فقط عيوني ترى الجمال وتتمتع فيه ...ا

قلت يا صديقي اظن انني فهمت ما تقصد لكن ربما أنك متوهم ...وربما الكبر له سلبياته...! ا لكن البعض يقول مهما وصل من العمر يبقى حب جمال المرأة يخفق فيه القلب دائما مهما يظن انه لا يبالي ...! ا

قال ابو ادم لا اعرف ربما كلامك صحيح ...لكن اتساءل هل يحدث هذا مع كل الذين في خريف العمر ...؟ لكن بدات اشعر انني احب االاشياء الجميلة والنساء الجميلات بنقاء صوفي ...! ا

قلت يا صديقي في عمرك الذي تجاوز السبعين ...يحدث هذا (كما تعرف العمر له حوبته ...). لكن يا صديقي ربما بحاجة لتبديل قلبك ( الرهيف) الذي لا يخفق ...ا

قال يا صديقي الذي حافظ اسراري بدأت تسخر من صراحتي ومعاناتي

قلت اعتذر ...! لكني لم أجد حلا اخر ,او أنك تبقى بقلب لا يخفق ابداً...!!ا