ربما تملك كل شيء... لكن لم تجد مَن يعطيك الحب ...!ّ
منذ كانت صغيرة وهي تجلب الانتباه بحسنها وجمال عيونها الزرقاوين، الكثير من اقاربي وايضا بعض اصدقائي المقربين يطلبون مني عندما تكبر يرغبون بتزويجها لأبناهم. حينئذ لم اعطي اي جواب لاحد..(. لكني كنت اقول لهم عندما تكبر تجي قسمتها.. المن اتصير.. مبروك عليه...!)
قلت يا صديقي ابو ادم، لماذا تتحدث بحزن وحرقة قلب عن بنتك الصغرى...؟
قال شكرا يا صديقي العارف بكل اسراري، إنك تشاركني احزاني وهمومي.!
كما تعرف وصلت الى هنا (السويد) في عقد السبعينات، وتركت هناك عائلتي المتكونة من زوجتي المريضة وثلاث اولاد وبنتين...!
جميع الاولاد والبنت الكبرى استطاعوا الذهاب الى خارج البلاد، وتزوجوا هناك وأصبحوا لديهم اولاد وبنات كبار ...ا
بقيت بنت الصغرى ياسمين هناك مع امها العليلة وكبيرة السن. جاء العديد من الاقارب في طلب الزواج منها لكني قلت لهم وبحزم ... من توافق عليه ياسمين تتزوجه ...ا
يا صديقي ما لا تعرف عن بنتي ياسمين ان قلبها رقيق وشفاف وحساس جدا كزهرة الياسمين لكن عقلها له طموح كبير في ايجاد شخص يوازي او أكثر من جمالها وينافس بأناقتهِ وجمال ازواج اخواتها اضافة الى رغبتها بالذهاب خارج البلاد ...!
تجاوز عمر ياسمين السادسة العشرين وهي ترفض الزواج من يتقدم لها هناك ...!؟
شاءت الظروف والصدفة البحتة ان يذهب شخص اسمه (صرخي) الى هناك، لم اعرف عنه شئيا هنا في السويد، التقى بصديق له وعرفه على عائلتي وطلب الزواج من بنتي ياسمين.! ا
قلت له... ماذا كان جوابك ...؟
قلت هي من تقرر الجواب بنعم او لا...! ا
في الاخير وافقت على الزواج من (صرخي)، عرفت عنه من بعض الاقارب انه شاب وسيم ابيض البشرة ذو عينين زرقاوين أكبر منها بسنتين يعيش وحيد في السويد. ا
نزح من الريف وحيدا الى المدينة وعاش ظروف قاسية هناك ليعيل نفسه، قبل ان يغادر الى السويد في بداية التسعينات، ليس من السهل ان يتربى شاب بهذا العمر ان ينسى عادات الريف والتقاليد العشائرية التي ترسخت في ذهنه ...ا
خلال وجوده في السويد لفترة سبع سنوات حاول ان يقلد الوضع الجديد لكي ينسجم مع الظروف الجديدة، اشترى كلب لكن هذا ليس بغريب عليهِ لأنه في الريف هناك كان لديه كلاب تحرس الغنم التي كان(يسرح) بها ...ا
بعد اتمام الخطوبة والزواج سنة 1995 هناك انتظرت ياسمين بعدها سنة ليتم ما يسمى (لم الشمل) . جاءت ياسمين الى السويد (استكهولم) سنة 1996 وهي فرحة جدا لأنها حققت ما كانت ترغب به وتتمناه ...ا
في السنوات الاولى سايرت الامور المعيشية او العلاقة الزوجية كما يجب وتحملت كل ما يزعجها او تصل حد الاهانة والضرب، اتحمل كل شيء لأجل اطفالي هذا ما قالته لي عندما جاءت زيارة الى بيتي حيث اعيش مع زوجتي السويدية. ا
بالرغم انني كأب ... اتعاطف وأحترم رأيها...! ا
لكني قلت لها ...بنتي هذه حياتك وانت تقرري ما يناسبك ...ا
بعد أكثر من عشرة سنوات قرر صرخي بان يغادر السويد الى البلاد التي عاشه فيها فترة صباه، بالاتفاق مع ابنتي ياسمين لأسباب عديدة، الخوف على ابناء الثلاثة لديهم ولدين وبنت واحدة ، لكن في البداية واجهتم مشكلة ابنهم الكبير الذي تجاوزه عمره العشرين برفضه الذهاب معهم وباءت جميع المحاولات في ثنية في البقاء هنا ...!.
تصاعد التوتر بين الاب وابنه الكبير وأصبح التشابك والضرب بالأيدي والكلام البذيء فيما بينهم ... تطور الامر بعد ان تراجعت بنتي ياسمين عن الذهاب الى هناك لأسباب عديدة منها، انها فكرت بمستقبل ابنائها. وهناك ليست لهم مستقبل كما كانت تقول لي. ا
عند تراجعها عن موقفها السابق بداء زوجها صرخي يتهمها بانها جاءت لأجل المجيء الى السويد ليس من اجله وانما تكذب عليه انه تحبه ...! او انها لديها عشيق تبقى من اجله وبات يصرح بذلك امام ابنائها .. كانت ترفض هذه التهمه الشنيعة وترد رغم انها متأكدَ انها بريئة وتقول.. اثبت لي ذلك. مام ابنائي.!!
لم تتحمل ياسمين هذه الإهانة ...قالت له إذا لم تثبت لي ذلك، فمن المستحيل أبقى معك ...! !
اخيرا اضطره صرخي الذهاب الى هناك مع ابنه الاصغر ...خلال السنوات التي مضت كان فد اشترى بيت كبير من النقود التي يجمعها هنا ...! ا
بمرور السنوات زاد الوضع اسوء هذا أثر بشكل كبير على الحالة النفسية لأبنائهم. ا
بدا كل منهم يحاول يرضي ويقنع الابناء بانه هو الذي يمتلك الحق ولا يستطيعوا التفاهم بشكل هادئ مع بعضهم. أنقسمَ الابناء في ما بينهم الى من ينحازوا.. . اخيرا استسلموا. قالوا لوالديهم حلوا الامر فيما بينكم ...! لأن الامر أصبح لا يطاق ...!؟
سالت ابنتي ياسمين ...لا يوجد فرصة للرجوع لبعضكم.!؟
ردت ياسمين بعصبية.. لا.. لأنه يتهمني بشرفي ويهين كرامتي امام ابنائي.. ا
انا معك لكن القرار يعود لكِ...ا
قالت سوف اطلب الطلاق ... لان حياتي صارت جحيم ...!!؟
(ربما المال والبنون ليسوا كافيين... يحتاج الحب لاستمرار السعادة في الحياة
----------------------------------------
23-11-2024