جلست على شاطيء البحر شابة بعمر الزهور، منهكة وحزينة وفي عيناها نظرات الغضب والالم .احتظنت اصداف البحر وراحت تحدثها وتجهش بالبكاء .كانت الاصداف تستمع الى اهاتها التي تخرجها مكتومة من صدر مخنوق بالحسرات .فجاة توقفت من البكاء واسرعت نحو البحر تصرخ. " تبا لك يا قدري ، اريد ان انهي حياتي واتخلص من هذه الدنيا و وحوشها . اريد ان استقر في قاعك ايها البحر ولا يجدني احد "
سمعها البحر .. هاج وارتفعت امواجه عاليا ليحتظنها يقوة وحنان ويعيدها الى الساحل .
لازلت شابة والحياة امامك
؟ اية حياة هذه التي نعيشها في مجتمع الغاب؟ الحيوانات ارحم من البشر في هذا ألزمن الرديء.
— اهداي وحدثيني عن مشكلتك لعلي استطيع مساعدتك .
لا اظن ينفع ، فقد خسرت كل شيء، لكن ساروي لك ما حصل لي .
—في احد الايام كنت في طريقي الى البيت بعد يوم عمل مرهق ، شاهدت طفلا لا يتجاوز عمره الست سنوات يبكي . دنوت منه وسالته عن سبب بكاءه، فقال بانه بالم في احدى قدميه ولا يستطيع السير للعودة الى البيت .عطفت عليه وساعدته على السير كي أوصله الى بيته .ما ان طرقت الباب الا وفتحه رجل ظننته والده . وبلمحة بصر ، وبدل ان يشكرني على مساعدة الطفل ،وضع كمامة على انفي وسحبني الى الداخل واغمي علي وعمل عملته الشنيعة . في اليوم الثاني وجدت نفسي على قارعة الطريق شبه عارية بعد ان اغتصبني . تركت عملي ونبذني الأهل والأصدقاء وشعرت بان لا مكان لي في هذا المجتمع المتوحش .اريد ان اتخلص من حياتي . ارجوك خذني الى اعماقك لارقد في قاعك بسلام .
هاج البحر مجددا معبرا عن سخطه وحزنه.
— لا .. لن ادعك تنهين حياتكُ انت صحيةمكر وظلم مجتمع جاهل يستضعف المرأة ويهينها . ان حالتك ليست قضية شخصية، بل هي قضية راي عام . اذا تنهين حياتك، سيكون نصرا لذوي النفوس المريضة لمواصلة أعمالهم الدنيئة . دافعي عن قضيتك وعن وجودك ودافعي عن الاخريات اللواتي يتعرضن لمثل حالتك .— كيف ادافع ومرتكبوا هذه الاعمال لا يواجهون العدالة على الاطلاق ، واللواتي يتعرضن لمثل هذه الاعمال الوحشية لا يحصلن على المساعدة للتعافي جسديا ونفسيا ومواصلة حياتهن الطبيعية.
— اولا عودي لعملك ، فهو سيكون طريقا لاستعادة ثقتك بنفسك وثانيا عودي تدريجيا الى حياتك الاجتماعيةوستجدين هناك من يهتم ويتفهم حالتك ويتعاطف معك وياخذ بيدك نحو حياة افضل .
واكتبي عن قضيتك عري النفوس المريضة واحضري كتاباتك لي كلما تشعرين بضيق وستجديني نعم الصديق . نظرت الى البح بحب ورمت نفسها في مياهه سابحة. فرحة وهي تردد " انت نعم الصديق والمرشد نحو الطريق الصحيح كلماتك كالبلسم وجدت فيها الامل ."