من عصر الحجر الصوان

يدخل ..جبراً او قدراً

بكهوف الاديان... ولمّا يخرج منها للاّنْ

الانَّ الدين سباتّ غيبي ..لا عقل ولا سُؤال ولا برهان .!*ا

حدثنا بن شعيب عن ابن إسحاق عن أبي أنس عن ابن فلان الفلاني عن الراوي أبي آدم:ا

كان هناك، في بلاد ما بين النهرين قبل 2000 سنة ميلادية، بيت كبير عاش فيه مختلف الأجناس والعديد من الأديان. كان لكل مجموعة منهم إلهها الخاص: منهم من عبد الشمس، ومنهم من عبد القمر، وآخرون عبدوا الأم أو الحجارة أو المطر... ا

ورغم هذا التنوع في المعتقدات، لم يكن الخلاف بينهم بسبب اختلاف الآلهة، بل بسبب وفرة الموارد والثروات الهائلة الموجودة في هذا البيت، ومع ذلك، أحب سكانه هذا البيت الكبير واعتنوا به لأنه كان يحميهم من طمع الغرباء الذين حاولوا مرارًا الاستيلاء عليه وتخريبه. ثروات وامتيازات هذا البيت أصبحت محط أنظار الجيران القريبين والبعيدين، مما أغراهم للسيطرة عليه ولو بالقوة... ا

الغزو الأول

بعد عام 2000 ميلادية، جاءت مجموعة صغيرة من خارج البيت، من جهة الجنوب الغربي، عبر البر. حاولت هذه المجموعة إقناع أهل البيت الكبير بأفكارها وديانتها الجديدة، وبنبيها الذي وصفته بالخارق. واعطت القدسية لكل ما تقول وما تكتب واستخفت هذه المجموعة من كل الأديان والعقائد السابقة، مما دفع الكثير من أهل البيت إلى اتباعها. لكن انتشار هذه الأفكار خلق انقسامًا وصراعًا داخليًا تسبب في إراقة الدماء بين الإخوة والآباء والأبناء من أجل الاستيلاء على ثروات البيت. استمر هذا الصراع مئات السنين... ا

الغزو الثاني

فيما بعد، ظهرت مجموعة أخرى من داخل البيت نفسه، لكنها استمدت دعمها وقوتها من الخارج. كانت هذه المجموعة متزمتة بأفكارها وزادت من قدسيتها بنفس القوة التي كانت عليها المجموعة السابقة، لكنها استخدمت مزيجًا من القوة واللين لإقناع السكان. استمر تأثيرها لآلاف السنين أيضًا. ا

بناء بيت جديد

في خضم هذه الصراعات، قرر أحد أبناء هذا البيت الذهاب إلى الصحراء ليبني بيتًا جديدًا ويبشر بدين جديد، رغم أنه لم يكن مختلفًا كثيرًا عن الأديان السابقة لكنه كان أكثر صرامة وحدية في الخضوع لكل مقدس يعتقدون به. عاد هذا الابن إلى البيت القديم محاولًا الاستيلاء عليه وعلى بيوت الجيران، منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، أصبح وضع البيت مثيرًا للشفقة بسبب الصراعات المستمرة بين أبنائه...ا

اليوم، أصبح هذا البيت الكبير معرضًا للغزو من كل الجهات: الغرب والشرق والجنوب والشمال. ولذا يعتقد بعض سكانه الأصليين أن البيت أصبح مسكونًا بالجن والأشرار، مما يجعل الحياة فيه صعبة. الصراعات الداخلية والخارجية جعلت من هذا البيت رمزًا للألم والانقسام بدلاً من السلام والوحدة. ا

هذا البيت الذي كان يومًا ملاذًا للتنوع والازدهار، ولكنه تحول إلى مكان للصراع والخراب. ترى، هل سيأتي يوم يعود فيه هذا البيت إلى مجده القديم؟ أم أن القدر حكم عليه بالبقاء مسكونًا إلى الأبد...؟

-------------------------------------------------

الشاعر عدنان الصائغ