17/ 6 / 2025
(ربما الكثير من الأمنيات تتحقق في الأحلام...)

العديد من الأمنيات التي سعينا لتحقيقها في شبابنا، لم تتحقق يا للأسف. وعندما نتجاوز خريف العمر وندخل شتاءه، نبدأ بعدّ ما تبقى من سنواتنا على عدد أصابع اليدين.

هذا ما قاله لي أبو آدم، وقد تجاوز السبعين من عمره، وظهرت ملامح الحزن والكآبة على وجهه.

قلت له:
يا صديقي، وما المشكلة؟ كلنا نمر بهذا التسلسل الزمني من الحياة، ولم نحقق كل ما نريد.

فقال مبتسمًا بسخرية:
يا صديقي، يبدو أنني لا أستطيع التخلص من نصائحك وفلسفتك المعتادة في الحديث معي!
وأضاف:
في شتاء عمري المتبقي، بدأت أحقق بعض الأمنيات التي لم أستطع تحقيقها أيام الصبا والشباب...

قلت له مازحًا:
يا صديقي المنكّد عيشتي، لو لم أكن أعرفك جيدًا، لقلت شيئًا آخر!

ضحك ثم قال:
دعني أروي لك إحدى الأمنيات التي حققتها في هذا العمر...

 

في يوم من هذا العام، ذهبت في "رحلة" إلى السماء السابعة...
تلك التي طالما سمعنا عنها من أجدادنا، في قصصهم وحكاياتهم، التي نقلوها عن وعّاظ السلاطين وملاليهم.

وفعلًا... وجدت هناك بشرًا يشبهوننا كثيرًا.
كان المكان كأنه جنة الفردوس: أشجار فاكهة، نهر ماء صافٍ، ونهر نبيذ. كل شيء يفيض بهدوء وسلام.

الجميع هناك كانوا عراة، إلا أنا... كنت أرتدي شورتًا وفانيلا. رأيت بعض الوجوه المألوفة، من بينهم أخي، كان جالسًا تحت شجرة.

اقتربت منه، ففرح برؤيتي، لكن عندما سألته عن "الوكيل" في هذا المكان، أشار بيده إلى جهة معينة دون أن يتحدث.

ذهبت كما أشار، فرأيت رجلًا عاريًا تمامًا، لكن على ذراعيه ريش أبيض.
نظر إليّ وقال بهدوء:
يجب عليك خلع ملابسك. هذه قوانين المكان.

قلت له:
تمام، لا مشكلة.
وخلعت ملابسي.

ثم سألني:
كيف حالكم في السماء الأرضية (الأرض)؟

أجبته:
لا تسرّ أحدًا. الناس تحوّلوا إلى وحوش ضارية، يقتل بعضهم بعضًا. لا رحمة، لا إنسانية. الجميع يستغل الجميع، ويخدعون الناس باسمك في السماء السفلى.

قال بهدوء:
إذا طابت لك، يمكنك البقاء هنا...

قلت:
ربما أعود من حين لآخر... إلى أن يحين "الشتاء الأخير".

 

ضحكت وقلت لأبي آدم:
يا صديقي، يبدو أنك ذهبت في هذه الرحلة مع "إيلون ماسك"!

فقال ضاحكًا:
لا يا صديقي... كنت فقط نائمًا، بعمق.