وجوه عراقية
سنوات طوال مضت على فراقنا في دروب المنفى اللعين اواخر ثمانينات القرن الفائت.. هو ذهب لاجئاً الى سماوة القطب (فنلندا) وانا ذهبت الى الدراسة في العاصمة الاوكرانية (كييف) هرباً من الضياع..
يوسف هداد (ابو الفوز) رفيق الكفاح الانصاري في ذرى كوردستان العراق، والابن البار لمدينة السماوة العراقية (محافظة المثنى اليوم) يجمعنا في امسية ادبية شيقة، استضافها الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق -المقر العام بالعاصمة (بغداد) يوم الاحد الموافق 5/4/2025 للاحتفاء بمسيرته الابداعية وسط حضور نخبة من الأدباء. وادار الامسية الشاعر منذر عبد الحر، الذي اشار إلى أن امسية اليوم استثنائية لأنها خاصة بأديب عرف بحرية قلمه وجرأته ونضاله الذي عهدناه عليه في أدبه وحياته.
وقال القاص والروائي يوسف أبو الفوز في مفتتح حديثه، كنت وعائلتي واحداً من الذين عانوا من ويلات الأنظمة السابقة، فاضطررت لمغادرة العراق عبر الصحراء إلى الكويت والسعودية، ورغم كل ذلك كانت الكتابة هاجسي الوحيد والأدب هو شغلي الشاغل فكتبت في الدراما والمسرح والفن وغيرها من الأجناس الأدبية الأخرى.
وتطرق أبو الفوز إلى عمله في الصحافة الثقافية في دولة الكويت بصحف ومجلات عديدة أهمها "الطليعة" و"العامل" و"القبس" و"الوطن". ومن ثم العمل على صناعة عمود صحفي بعنوان "دردشة"، مجسداً فيه التراث الشعبي عبر الاستفادة من تجربة الكاتب العراقي الساخر شمران الياسري (أبو كاطع) من خلال اللعب على وتر اللغة وتحولاتها وتضمين اليوميات المعاشة.
وأشار أبو الفوز إلى أن وجوده في جبال كوردستان، ضمن فصائل الانصار خلال ثمانينات القرن الماضي، صقل موهبته في الكتابة في مجالات القصة والرواية والعمود الصحفي وكل ما يخص الأدب، على اعتبار أن الجو العام هناك كان غنياً بإنتاج ثقافة بديلة، لافتاً إلى تقلبات حياته وبيته المليء بالكتب والصحف وقراءاته المبكرة، هي من جعلته كاتباً، وبالتالي فإن الكتابة مسؤولية كبيرة يجب تحملها.
وشهدت الامسية مداخلات لعدد من الأدباء بحثت في إبداع أبو الفوز في المجالات الثقافية عموماً، وربطها بالموقف الوطني، الذي يقع على عاتق الكاتب. ومن جانبي فقد ثمنت اهتمام الاتحاد بتعريف الوسط الثقافي العراق بالادباء العراقيين، الذين برزوا في حركة الانصار المعارضة لسلطة الدكتاتورية والحرب المتحكمة برقاب الشعب العراقي ابان عقد الثمانينات. وكذلك التعريف بنتاجات المبدعين العراقيين خارج الوطن، ومن بينهم صديقي ورفيق الجبل المبدع يوسف ابو الفوز الحريص على تطوير ادواته لمواصلة مسيرته الروائية والقصصية، لاغناء المكتبة العربية بنتاجه الابداعي الجميل