ذات مساء من اماسي الربيع ،كانت سعاد تقرا رواية " مريوم " للروائي الدكتور عمر عبد العزيز، وصلتها مسج .فتحت تلفونها ولم يكن هناك سوى كلمتين. ( السلام عليكم ) وصورة امراة لم تستطع سعاد التعرف عليها لكنها أجابت على المسج .
— عليكم السلام . عفوا من حضرتك. ؟
وكتبت لها سميرة قائلة.
— انا سميرة كنت اعمل في الثانوية معك في سبعينيات القرن الماضي .
وبسرعة اتصلت سعاد بها .
— قبل اكثر من اربعين عاما فرقتنا الظروف القاسية، وها نحن اليوم نتواصل. كيف عرفتي رقم تلفوني ؟
— ساروي لك بالتفصيل. بعد غربتي الطويلة، عدت للوطن لأحصل على تقاعدي. في ادارة التربية اخبروني بان ملفي احترق مع العديد من الملفات بعد الاحتلال .وطلبوا مني احضار مدرستين من بنات المدينة كنت اعمل معهن قبل اكثر من اربعين عاما ليشهدا باني كنت مدرسة رياضة في الثانوية .
—وهل استطعتي احضارهن ؟
للاسف لا لاني لا اتذكر .
وفي احد الايام اتصلت بي اختي فاتن التي تسكن في البلد الذي تعيشين فيه ، تسالني فيما اذا حصلت على تقاعدي . واجبتها بان مديرية التربية في المحافظة طلبت مني احضار مدرستين من بنات المدينة ليشهدا اني كنت مدرسة معهن في الثانوية .
— انا لا استطيع ان اتذكر اسم واحدة ، فقط اتذكر مدرسة اسمها سعاد وحتى لا اتذكر اسم والدها وكل ما اتذكره ان زوجها كان طبيبا.
—. قلتي سعاد ؟ انتظريني لا تغلقي الهاتف
وارسلت لي فاتن صورة كانت قد صورتها من غلاف المجموعة القصصية للكاتبة سعاد
— تقصدين هذه سعاد. ؟
وعلى الفور اجبتها
— هي ..هي . كيف اصل اليها ؟
واعطتني رقم تلفونك .
—عزيزتي سميرة ، للاسف لا استطيع مساعدتك لاني اقيم في الخارج ، لكن ساتصل بمدرستين من بنات المدينة ليشهدا انك كنت معهن في الثانوية قبل اكثر من اربيعن عاما .
اتصلت سعاد بهن وذهبتا لتشهدا. لم تنفع شهادتهما لان في كل مرة ياتون لسميرة بعذر ولحد الان لم تحصل على تقاعدها .
بعد هذه المكالمة وبالصدفة استطاعت سعاد التواصل مع سميرة يا لها من صدفة رائعة حين تعرفت سعاد على اخت سميرة وعن طريقها استطاعت التواصل مع سميرة بعد اكثر من اربعين عاما . الم يقولوا ( العالم صغير. ومسير الحي يلتقي )