الحديث عن جمال العتابي يعني الحديث عن بيت العم حسن العتابي كله جملةً وتفصيلاً.. انه الابن البكر والتلميذ الاول في العائلة على يد ابيه الخطاط والرسام والمتعدد المواهب، والمناضل العنيد الذي تعرض للملاحقة والسجون على يد جلاوزة الانظمة المتعاقبة على حكم العراق منذ خمسينات القرن الفائت ولغاية وفاته في اواخر عام 2007.

تجمعوا الاخوة الثلاثة (جمال وسامي وصفاء) في القسم الفني الى جانب الفنانين (محمود حمد، قيس قاسم، سلام الشيخ، مصطفى احمد، عبد علي، ليث الحمداني مسؤول القسم) بمطبعة الرواد التابعة لجريدة "طريق الشعب" البغدادية اواسط سنوات سبعينات القرن العشرين. كانوا يشكلون ثلاثياً جميلاً في اداء مهامهم المهنية بتصميم صفحات الجريدة وخط عناوينها، ويشيعون اجواء المرح والمحبة بين زملائهم الفنانين في القسم الفني وزملائهم الاخرين في قسم المونتاج (بيمان سعيد، عبدالله رجب، رزوقي، معتصم عبد الكريم،  فلاح حميد، انتشال الطائي واخته زاهرة، ثائرة فخري بطرس وقريبتها وئام صبري، منى سعيد.. وآخرين) لا تسعفني ذاكرتي على تذكر اسمائهم للاسف الشديد.

الثلاثي العتابي كان ايضاً محور الاغاني والهوسات الشعبية المرحة في حفلات الجريدة وسفراتها العائلية. والنصيب

 الاكبر من ذلك كان من حصة الاستاذ فخري كريم زنكنة مدير تحرير الجريدة، من قبيل

"زنكنة زنكنة

فخري كريم زنكنة".

ويذهب ما تبقى ليكون نصيب المحررين والعاملين في هيئة تحرير الجريدة ومطبعتها، من قبيل:

"عامر بدر حسون بالصفحة الاخيرة! «..

وغيرها من قفشات آل عتابي الجميلة والفرحة.

بعد اكثر من ثلاثين عاماً التقيت الدكتور الفنان جمال العتابي سريعاً في مكتب فقيدنا الكبير الفريد سمعان بالاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين/ المركز العام .. وكان لقاء خاطف على أمل ان نلتقي ثانية في وقت مناسب لكلينا، الا ان اضطراري للعودة الى مكان اقامتي في اوكرانيا حال دون ذلك.

سعيت خلال زيارتي الى العراق في شهر نيسان 2025 للاتصال بالعزيز جمال العتابي (ابا سامر). وبالفعل لبى دعوتي للقاء في مقهى رضا علوان. وكان لقاء ممتع وشيق وطال بالاحاديث والذكريات ساعات غير قليلة.

فرحت كثيراً ان الدكتور جمال العتابي يواصل، رغم آلام ومعاناة مرض القلب، التعبير عن حبه الجارف للحياة من خلال تصاميمه للبوسترات الفنية وكتابة المقالات الثقافية في الصحافة العراقية والعربية، ودخوله عالم الرواية بثقة وهدوء. وقد نالت روايته الموسومة "منازل العطراني" اراء متباية من نقاد ذوي اتجاهات تتفق مع المؤلف او تختلف معه في الافكار المطروحة على لسان ابطال الرواية..

اثق تماماً ان الفنان والكاتب جمال العتابي في جعبته الكثير من المسارات الابداعية، التي تلبي ذائقة الجمهور المثقف وتشبع حاجتهم لكل ما هو جميل وممتع، وسيكون الزمن كفيل بالكشف عنها.