ضيف "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس ببغداد صباح يوم السبت الموافق الرابع من تشرين الاول الجاري الكاتبة الصحفية منى سعيد في ندوة حملت عنوان "منى سعيد.. شغف الصحافة والابداع"، ادار الحوارات فيها الاديب الكبير حسب الله يحيى. وقدم الدكتور علي مهدي رئيس المنتدى في ختام الندوة شهادة تقديرية للكاتبة منى سعيد تكريماً لتجربتها الادبية المستمرة لاغناء الوسط الثقافي العراقي والعربي بمنجزها الابداعي الجميل.
كنت اتمنى ان اكون موجوداً في عاصمتنا الحبيبة (بغداد) لحضور هذه الندوة التكريمية والمشاركة الحضورية فيها للاحتفاء بتجربة الصديقة العزيزة منى سعيد، واطلاع جمهور الحضور على بعض جوانب معرفتي بهذه التجرية الثرية والمنوعة ما بين الترجمة والصحافة والاعمال الروائية.. ولكن من حسن الحظ ان تتيح وسائل التواصل الاجتماعي امكانية المشاركة عن بعد في الكتابة عنها حتى بعد انتهاء الندوة.
فقد تعرفت عليها عندما كنت متدرباً في قسم المونتاج بجريدة "طريق الشعب" البغدادية أواسط سبعينات القرن الماضي.. كانت مع زوجها الشهيد سامي العتابي، المصمم الرئيسي للجريدة يعملان إلى جانب نخبة من الشبيبة المتحمسة للعمل لإصدار الجريدة بأحلى تصميم وبأجمل إبداع، بينهم إخوته الفنان جمال العتابي، والفنان صفاء العتابي، إلى جانب الفنان محمود حمد، الفنان قيس قاسم ، الفنان معتصم عبد الكريم (استشهد لاحقاً في احد معارك الأنصار ضد قوات الدكتاتورية الصدامية في مدينة "قزلر" بمنطقة كوردستان العراق أواخر السبعينات)، الفنان عبد الله رجب، الفنان ليث الحمداني، الفنان انتشال هادي التميمي وأخته الفنانة زاهرة، الفنانة ثائرة بطرس فخري (استشهدت لاحقاً في القصف الإسرائيلي الصهيوني على مطبعة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في منطقة "الفاكهاني" بالعاصمة اللبنانية بيروت عام 1981)، وقريبتها الفنانة وئام صبري،
كانوا مجموعة من صناع الفرح والجمال، ومن الذين تحملوا كل مضايقات جلاوزة حزب البعث في الدوائر الحكومية التي يعملون فيها، أو في الجامعات والمعاهد التي كانوا يدرسون فيها.. مواصلين عملهم المتفاني حتى إغلاق الجريدة من قبل السلطات أوائل عام 1979، ليتوزعوا على إرجاء المعمورة، هرباً من الموت في أقبية الأجهزة الأمنية أو الاغتيال في شوارع المدن...
لم تعاني منى سعيد من هول إعدام زوجها الفنان سامي حسن العتابي فحسب، بل عانت ما عانت من الأجواء النفسية الصعبة في التعامل اليومي مع محيطها من العاملين معها من البعثيين أو المتملقين لهم. حالما توفرت لها ولابنتها الصغيرة انذاك (الصحفية والفنانة ومعدة البرامج التلفزيونية المتألقة لاحقاً "يمام سامي") فرصة السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، استغلتها لتفتح لها آفاقاً رحبة في العيش الكريم وتطوير قابليتها المهنية في العمل الصحفي والترجمة والكتابة الروائية.
و تواصل حالياً نتاجها الإبداعي في المجال الأدبي بهدوء وروية، إذ أصدرت أربعة كتب، وهي:
- "أتكيء على الحنين".
- "جمر وندى – فصول من سيرة ذاتية"
- "صانعو الجمال – حوارات في الثقافة".
وأخيراً أصدرت روايتها الأولى بعنوان " كدمات اليمام " عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، لتضيف بذلك إلى تجربتها الابداعية رصيدها الادبي منجزاً جديداً نال استحسان النقاد والقراء.
كما منحت العام الفائت/ 2024 |جائزة شمران الياسري للعمود الصحفي" في المهرجان التاسع لجريدة "طريق الشعب". ومازالت تكتب فيها أسبوعياً عاموداً صحفياً مميزاً بعنوان "اما بعد..".