الحكومة الجديدة ومستلزمات النهوض بالرياضة ../ منعم جابر

القطاع الرياضي واحد من اهم القطاعات المجتمعية المؤثرة في الساحة العراقية، بسبب اهتمامه اولا بقطاع الشباب من كلا الجنسين،  فبهم النسغ الصاعد لبناء المجتمع العراقي الجديد، الامر الذي دفع بقياداته الى استحداث نص دستوري في المادة (36) من الدستور والذي اكد على اهمية الرياضة واثرها ودورها في بناء المجتمع العراقي وضرورة اهتمام الدولة بها، وتوفير مستلزمات ولوازم ممارستها.

وعلى هذا الاساس وجدنا ان دعم الرياضة ونشرها في الميادين كافة وتحويلها الى رياضة جماهيرية يمارسها ابناء الشعب من اجل الصحة والتنمية ورعاية المبدعين واصحاب الانجاز الرياضي العالي. كل هؤلاء بحاجة الى دعم واسناد ورعاية لان ما يحققوه هو للوطن ومن اجله.

واليوم ونحن على ابواب مرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود، نرى ان للرياضيين كل الحق في تطلعات وآمال رياضية عريضة يتوجب على الحكومة تنفيذها وخلق الاجواء المساعدة لتنميتها لبناء رياضة عراقية نموذجية.

 خالد توفيق لازم: لا تهميش للكفاءات

 خالد توفيق لازم احد اشهر رياضيي العراق والذي سبق له ان مثل العراق في دورة روما الاولمبية والبطولات الدولية والعسكرية، وشغل لمرات عديدة مناصب تدريبية وتحكيمية وقاد الاتحاد العراقي لالعاب القوى. واليوم اجده نشيطا ومتابعا من خلال رئاسته رابطة رواد الرياضة في العراق والعالم، ومدافعا عن حقوق رواد الرياضة وابطالها.

وكان للكابتن لازم وجهة نظر فيما يجب على الحكومة المقبلة ان تقدمه للرياضة من واجبات ومهمات تساعدها في بناء رياضة عراقية صحيحة مؤكدا على اهمية تفعيل قانون الرواد ذي الرقم 6 لسنة 2013 وخاصة في مجال الرعاية الصحية واصدار البطاقة الطبية التي ستساهم في منح رواد الرياضة الراحة والاستقرار في السنوات الاخيرة من اعمارهم. وطالب لازم بتفعيل قرار منح قطع الاراضي في المحافظات، وعلى ضرورة مساهمة الخبراء والاكاديميين في بناء القطاع الرياضي والانتهاء من سياسة الاقصاء والتهميش والامور التي ابعدت الكثير من الكفاءات والخبرات لاسباب شخصية.

 داود العزاوي: نريدها رياضة بلا محاصصة

 اما الخبير الرياضي داود العزاوي، المربي ومكتشف نجوم كرة القدم، والذي يواصل عمله الرياضي رغم اقترابه من عقده الثامن، فقد اعتبر ان المحاصصة الطائفية والقومية هي الداء الاول في الساحة العراقية، وبسبب اعتماد منهجها تم ابعاد المئات من الخبرات والكفاءات من كافة الميادين، ومنها الميدان الرياضي. وقال: ان العراقيين عاشوا لمئات السنين دون خلل واختلاف تحت مظلة الوطن والهوية العراقية الا ان المحتل واعوانه من الاذلاء زرعوا بين ابنائنا بذرة الطائفية والتي حرمتنا من كفاءات عراقية مخلصة. لذا نطالب حكومتنا المقبلة ان تسعى من اجل ترسيخ الوحدة الوطنية واعادة اللحمة العراقية الى ابنائه وان تعتمد في ذلك على الرياضة ودورها في التماسك والوحدة الوطنية وان تبدأ بفتح المجال واسعا امام الخبرات والكفاءات الرياضية للمساهمة في اعادة بناء الرياضة بشكل علمي بعيدا عن المحاصصة الطائفية.

 القانوني الرياضي: خطوتنا الاولى قوننة المؤسسات الرياضية

 وكان للمحامي الرياضي صالح المالكي آراء ومقترحات ناضجة، تساهم ان تحققت في نهوض الواقع الرياضي بشكل منتظم وسريع، حيث اكد المالكي على اهمية تشريع قوانين جديدة للمؤسسات الرياضية التي تعاني من قدم القوانين الموجودة في الساحة الرياضية، حيث كان العام 1986 هو زمن قوانين الاولمبية والاتحادات والاندية الرياضية، علما ان هذه القوانين صدرت ايام نظام شمولي، وله سطوة على كل المؤسسات الرياضية. واضاف ان المطلوب اليوم في ظل نظام ديمقراطي وتوجهات منفتحة هو تشريع القوانين الحديثة والعلمية والتي تناسب هذه المرحلة. واقترح الخبير القانوني واللاعب السابق بكرة القدم ان تبادر الحكومة الى تشكيل لجنة متخصصة تضم رجال قانون ونخبة من قادة الرياضة وخبرائها لوضع تشريعات لقوانين رياضية من اجل تنظيم الرياضة ومؤسساتها لواقع جديد ومرحلة ديمقراطية. واضاف اننا المختصين في هذا المجال لدينا كل الاستعداد لمد يد العون والمساعدة لهذه اللجنة لتشريع القوانين المطلوبة.

احبائي ستواصل صفحتنا الرياضية نشر افكار ومقترحات وآراء الرياضيين الموجهة الى الحكومة الجديدة المقبلة، بما يخدم الرياضة ويطورها خاصة وانها عانت من الخلافات والانقسامات خلال السنوات الخمسة عشرة الماضية.

املنا كبير ان تستمع الحكومة الجديدة المقبلة لآراء الرياضيين ومقترحاتهم.