في موكب الشمس- أغنية ليست أخيرة / يوسف أبو الفوز
حبيب الأماني والأغاني .
حبيب لي .
لرفاقه جميعا،
لنخيل السماوة.
لجبال الوطن المعشوقة حد الموت.
اذكره ... ،
يجئ لمقهى " علي زغير " مرحا،
يتأبط " طريق الشعب " وذراع صديق جديد،
يغرقنا في ذاكرة مؤرقة بالقصائد،
يهمس لي عن عيون "سهيلة"،
يعترض على مسرح اللامعقول،
ينبه إلى صدور كتاب جديد،
وينسل إلى موعد حزبي دون استئذان .
اذكره ... ،
يقطع "أبو الستين "(1) برشاقة،
بهيا بين أقرانه،
يناقش أزمة السكن،
وفن الشطرنج،
يلثغ بالراء،
وفي عينيه شئ من مكر وعناد.
اذكره ... ،
في الأيام الأولى للمحنة،
يملك كل العالم بأمانيه، ولا يملك مكانا يأويه!
اذكره ...،
حين التقينا في الجبل،
كان الثلج في بحر عينيه يزهر لوزا والحزب بين كفيه بندقية.
اذكره ... ،
حين تلتف أغاني الأنصار على ليل الشتاء ،
" شباب أنصار يا هلنه وضوه العين " (2) .
ننهل صوته ندى وتجلي،
وعلى قلبي أجد وشما لنار العراق .
اذكره ... ،
و"سويله ميش"(3) ندية بدم" ياسين" و "جلال "والحرائق والهتاف الشيوعي والرصاص.
نذكره ... ،
في 27 / 9 متدفق الدم،
على ثغره ارتجاف الهتاف وفي عينيه صحب العناد !
نذكره ...
من سويله ميش الصوت هز السماوة
ما مات " ابن وروار " بدمه نتغاوه (4)
31 / 10 / 1983
جبل سورين ــ مناطق السليمانية
ملاحظات :
نشرت في مجلة الحقيقة تصدر عن الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية . العدد رقم 29 / لشهر آذار 2018
1 ــ أبو الستين : تسمية شعبية لشارع خلفي في مدينة السماوة، ( في اعوام 1972 ــ 1976) كان يتواجد فيه بكثرة الطلبة والشباب خاصة في فترة المساء .
2 ـــ من أغنية أنصارية كلمات النصير أبو محمد ( الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل ) والحان النصير أبو جميلة ( الملحن كوكب حمزة) .
3 ــ في 25 / 9 / 1983 في سهل شاره زوور، في محافظة السليمانية ، في قرية " سويله ميش " ، ذات الأربعة عشر بيتا المتناثرة كالفطر على تلال منخفضة. نجح مرتزقة العدو "الجحوش" وقوات الاستخبارات، بالتسلل ليلا، والاقتراب من القرية وتطويقها، من مختلف الجهات ، فجرا اكتشف أنصار الفوج التاسع ــ سليمانية ذلك، وتعذر انسحابهم، واضطروا، وعن قرب، الى خوض، معركة بطولية ضارية ، غير متكافئة، استمرت طوال النهار، تداخلت فيها خطوط القتال بين الأنصار و قوات العدو الذي زج إلى ارض المعركة بوحدات مدرعة مع طيران الهليكوبتر، وثم وصل المنطقة مفرزة دعم من أنصار الفوج 15/ كرميان ، ومفرزة من أنصار مقر قاطع السليمانية ــ كركوك، ومجاميع متفرقة من أحزاب حليفة هبت للمنطقة بشكل متأخر ، مما ساعد أنصار الفوج التاسع على الانسحاب نحو مواقع أكثر أمنا. وخلال المعركة الضارية استشهد النصيران البطلان، آمر الفصيل الأول ومعاون آمر السرية ، ( ياسين طاهر حمه صالح ) ، والنصير ( جلال هونكريني) ، وتمكن العدو من اسر ثلاثة أنصار اخرين ، هم : سامان ( ئاراس اكرم ) ، ومحمد حمه فرج ، ويوسف ( كاظم عبد الحسن وروار ) وبعد يومين تم إعدامهم في مشهد استفزازي لجماهير المنطقة .
4 ـ يوسف ــ كاظم عبد الحسن وروار حاشوش، مواليد السماوة 1956 ، طالب في الجامعة التكنولوجية / بغداد . فنان مسرحي ، له مساهمات في المسرح المدرسي ومسرح محافظة المثنى . مع بدأ هجمات أجهزة الأمن في عام 1978 اختفى عن الأنظار طويلا ، وكان جريئا فاختار مدينة تكريت مكانا للتخفي منتحلا أوراقا " تكريتية "، التحق بصفوف الأنصار في اواسط شهر تشرين الثاني عام 1982، شارك بالعديد من النشاطات السياسية والعسكرية للفوج التاسع ، في معركة سويله ميش 25 /9 /1983 تم اسره ورفيقين اخرين، وفي يوم 27 /9 قام المرتزقة بإعدامهم على شارع حلبجة ــ سيد صادق ، وفي مشهد استفزازي لجماهير المنطقة ولركاب السيارات الذين أوقفوا بالقوة ليشهدوا بشاعة الجريمة ، وألقى الشهيد يوسف كلمة فضح بها حقيقة السلطة وحث الجماهير على مواصلة النضال، وتقدم ورفاقه لمواجهة الرصاص بشجاعة وهم يهتفون باسم الحزب الشيوعي العراقي وقوات الأنصار.
* النص من كتاب ( تضاريس الايام في دفاتر نصير ) . يوسف ابو الفوز . دار المدى . دمشق 2002