الشهيد حامد الخطيب ( أبو ماجد ) / مناف الاعسم

الذي التقيته في الشام عام ١٩٨٠ صيفا ، وعن طريق الأخت جنان عبد الستار زبير التي التقيتها في سوريا وهي تعرف أبا ماجد من العراق او من الجزائر أو لربما كان صديق والدها الشهيد عبد الستار زبير محرر صفحة المعلم و التعليم في طريق الشعب
العزيز حامد الخطيب اعتبره لازال بيننا فمثله لا يغادر القلب والوجدان .
في سوريا وعلى الرغم من انه كان مستأجرًا لمنزلا متواضعا وبشكل مؤقت لكنه دعى كل الأصدقاء و اجاد بالطبخ والتهيئة لتلك الجلسة والتي اتذكرها بالتفاصيل و باغتني بالسؤال : يبين هم صاعد، وكان يقصد إني سألتحق بالانصار ، تفاجأت واجبته نعم ، فقال إذن سنلتقي ، اقسم إني حزنت عندما علمت انه قادم الى كردستان ليلتحق بالحركة الأنصارية وكان بودي ان اسأله عن اي موضوع ليناقش الأمر و ان ينظر اليه مرة أخرى ، وأنا لم اكن اعرفه ولا اعرف ظروفه
ومنيت نفسي وقلت لعل وعسى يتغير هذا العالم ويعفي هذا الرجل الطيب من المجييء وتحمل اعباء السفر والمشي الطويل في الجبال
غادرت تلك الأمسية وشكرته وكان مليء بالحيوية والحياة
لم تسنح لي فرصة لوداعه و جاء موعد السفر الى القامشلي ووصلت بعد رحلة مضنية الى گلي كوماته - بهدينان وهو اول مقر رئيسي تسبقه مقرات مؤقتة لمفرزة الطريق الغرض منها تامين الطريق وتسهيل مهمة إيصال الملتحقين الجدد مثلنا ، وبعد أيام معدودة وصلت مجموعة من الرفاق و لاح لي وجه أبو ماجد البشوش وابتسامته التي اقرب الى الضحكة تعانقنا وكانما أصدقاء من سنوات وسرد لي اخبار كل المدعوين في ذالك اليوم الجميل الذي التقيته به، نزل الى الداخل ( بغداد) عن طريق مفرزتنا في دشت الموصل عام ١٩٨٠ وعاد مرة أخرى بعزيمة اكبر وحماس كبير للعمل .
غادر بعدها الى بيشتاشان ووصلت أنا بعد سنتين الى بيشتاشان والتقيته ، حينها كانت بيشتاشان مجرد خيم وبعض البنايات وباشرنا ببناء قاعات و غرف وكان لوجود أبا ماجد معنا وهو يحمل الصخور ويجلب الطين وينظم عمليات إيصال المواد الى الاسطى وهو يسارع بإلقاء النكت واشاعة اجواء المرح والألفة و كان يسرع الى النجدة والمساعدة حيث يتطلب الامر لذلك ، و في مرة شكى الاسطى من قلة الحجر فذهبنا الى منطقة مليئة بالحجر تبعد خمسين متر تقريبا وبدأنا بتجهيز الاسطى ما يعز الطلب من مواد واكتفى بوقتها وصاح الاسطى علينا بصوت عالي : وگف ، فأجاب أبو ماجد فورا : بشرفك منو يگدر يوگف
تركت بيشتاشان بعدها وودعت أبا ماجد الذي بقى بذاكرتي وكنت أتمنى لقاءه مرة أخرى
لم التقي بمثل أبا ماجد ، بساطة وكرم و نبل وشهامة وثقافة ومرح ، جدية وهزل
كان شخصية فريدة ، احبه كل من التقاه
قرأت عن حادثة استشهاده في بيشتاشان في رواية خلف الطواحين للنصير أبو ناتاشا ( عامر حسين) ولسبب انه كان يحمل أموال الحزب ، فجعل منه الأوباش المجرمين هدف للرمي ولايعلموا ان التراب الذي تحت أقدامه انظف و اطهر منهم و من قادتهم الانتهازيين المرتزقة مجتمعين
يكفي انه حامد الخطيب
في الذاكرة والوجدان