منذ يومين نشر العزيز الاستاذ كمال يلدو مقال جميل عن الشهيد سليم مانكيش وفاء منه لذكرى هذا البطل المقدام وقد حفزني بمقاله لآبادر بتسجيل ما في الذاكرة عن الشهيد سليم..كان تعارفنا الاول عند لقاء السرية الاولى والسرية الثالثة التابعتين لللفوج الثالث قاطع بهدنان وكان اللقاء للقيام بعمل مشترك1983 والهدف هو ربية (كري علوجي)المطلة على مدينة دهوك كان مشترك مع بشمركة الحزب الديمقراطي وكان معنا ضمن مجموعة الاستطلاع .ومنذ ذالك الوقت وحتى تاريخ استشهاده ربطتنا علاقة رفقة وصداقة حميمية .بعد نقلي الى السرية الاولى اصبحنا نعمل مع بعض وشاركنا بمعارك سوية ولذالك من الواجب علي الكتابة عنة وعن بعض المواقف التي مازلت محفورة في الذاكرة وعصية عن النسيان.كان البطل سليم مانكيش شيوعيا حقا متواضع رحيم يحب الناس وله علاقات واسعة مع ابناء المنطقة وكان يجيد اللغة الكردية ,كان خجولا جدا ووجهه السمح يحمر عند الخجل .لم اسمع منة كلمة نابية ابدا .كان امميا حق ولم يتحيز ولو مرة لابناء منطقته . شجاع جدا لم يكن يهاب الموت مقداما وهذا ماكان يخيفنا عليه.
في احد العمليات المشتركة للسرية الاولى مع بشمركة الحزب الديمقراطي والتي كانت تعتمد على استدراج قوات الجحوش الى المنطقة المحررة وضربها وذالك بقطع التيار الكهربائي عن مدينة سرسنك ولمهمه قطع التيار يتطلب اسقاط العمود الحامل للاسلاك الضغط العالي (التور) وقد كلف الشهيد البطل سليم مانكيش بقيادة مفرزة للقيام بهذا العمل لامتلاكه الخبرة اللازمة وقد انتظرت القوة الرئسية في احد القرى القريبة من منطقة العملية وقد حدد موعد اسقاط العمود عند الغروب . تحركت مفرزة الشهيد سليم الى موقع العمود الذي كانت تشرف علية الربايا الواقعة على طريق سوارة توكة سرسنك .جلسنا ننتظر متى نسمع دوي سقوط العمود او انتقطاع التيار الكهربائي عن مدينة سرسنك طال الانتظار الى وقت متأخر وحتى اعتبرنا ان العملية ملغية لعدم تنفيذ المفرزة عملية اسقاط العمود.كان رفاق الديمقراطي يقولون من المستحيل ان سليم لايستطيع التنفيذ حتما حدث عائق مستحيل ,تاخر الوقت جدا حتى ان الكثير قد خلد الى النوم واذا بنا نسمع دوي سقوط العمود رافقه انقطاع التيار الكهربائي واستيقض الجميع واستعدوا لمعركة يوم الغد .لم استطع النوم وكنت في انتظار سليم والرفاق لكي اطمئن عليهم وعند وصولهم وبعد الترحيب سألته عن سبب التأخير فقال لي مع ابتسامته الجميلة ان الصواعق التي اخذوها معهم لم تكن صالحة ,فلذالك اضظر الى حفر قوالب التي ان تي ووضع رمانات يدوية لتقوم بعمل الصواقع.هذه الفكرة لما تحتاج من وقت وخطورة لم يقم بها الا الشهيد سليم .وفي اليوم الثاني نجحت العملية وكانت معركة كبيرة استمرت عدة ساعات حتى ان احد مختاري المنطقة علق على العملية وقال انها لم تكن عملية وانما حرب عالمية وفي وضح النهار.
الشهيد سليم كان احد اعمدة السرية الاولى لايكل من العمل منفذ مبدع يجور على نفسه كثيرا اتذكر في احد الايام وقت الغروب تقرر ان تتحرك السرية واثناء الشروع بالحركة جلس سليم ولايستطيع الحركة لانه لم يأكل طوال اليوم حيث نفذ احد المهام ووصل عصرا ولم يشىء طلب الطعام من الرفاق فخارت قواه.
سليم مانكيش كان يشعر بالمسؤلية اتجاه الرفاق فلذالك كان دائما المبادر بالمساعدة لكل رفيق يحتاجها والجميل انه كان يساعد بشكل لايجعل الاخرين على علم بذالك .
مرة كنا قوة كبيرة مجتمعة واثناء خروجنا من القرية وقعنا في كمين مميت وفي منطقة خطرة وحرجة وصعبة المناورة وما ان تعرضنا للا طلاقات الاولى بادرة الرفيق سليم والرفيق يوسف مانكيش والرفيق هوشيار بامرني واخرين الى تسلق المرتفع الذي كانت تتمركز فوقة قوة الكمين واستطاعوا بشجاعتهم الجبارة الالتفاف على القوة والقضاء عليها وبهذه المبادرة الخلاقة من هؤلاء الابطال تم انقاذ قوانا .
اما عند تمرد ناحية مانكيش كان الشهيد سليم قائد للسرية السابعة لقاطع بهدنان وكانت منطقة عمل السرية هي منطقة السندي التابعة لقضاء زاخو وكانت بعيدة عن مانكيش سمع سليم خبر التمرد متأخرا وعلى الفور تحرك مع بعض رفاق السرية باتجاه مانكيش واستغرقوا وقتا طويلا وصلت السرية والرفاق كانوا في غاية الارهاق وتوقعت ان التقيه وهو منهك لكني رايت على وجهه الابتسامة والسعادة بهذا الحدث الجلل .لم يخلد للراحة اخذ يرتب امور عوائل رفاقنا وتدبير امورهم وترحيليهم الى المناطق الامنة كان حقا يشعر بالمسؤلية اتجاة الجميع ولااستطيع القول لانهم اهله لاني رأيته بنفس الروحية عندما اضطرت عوائل رفاقنا الى الرحيل عن قصبة بامرني .
الذكريات كثيرة عن هذا البطل المقدام الفريد والحديث عنة كالحديث عن ابطال الاساطير العظام...المجد والخلود لك صديقي ورفيقي الشهيد.