عدت الى البيت مساءا لاجد الجميع بأنتظاري وأحضر لي اخوتي البيرة ووضعوا عدة قناني في الثلاجة وجلسنا الى الصباح شرب وتدخين واحاديث احلى من السكر، كانو اخوتي موزعين بمختلف مرافق حياة العراقيين انذاك ، الكبير وهو الشهيد فارس الاعسم كان مهندس مقيم بالطارمية وسبق وان خدم عسكرية في دبس - كركوك بعد تخرجه من جامعة بغداد قسم الهندسة الكهربائية وبتفوق ولكنه حرم من ان يكون معيدا او يدرس الماستر، واخي عصام كان يخدم بمعسكر الرشيد قسم البدالات ضمن اختصاصه بمجال الاتصالات السلكية واللاسلكية ، اما حسام كان عسكريا ( مفرزة ميكانيك)بالفاو ولم التقيه بزيارتي وكانت الهجومات على الفاو من شأنها ان ترفع الضغط للعائلة جميعا وخصوصا الوالدة ، و اختي الوحيدة كانت تعمل بمكتب للرسم الهندسي ضمن اختصاصها، والاخير حيدر كان طالب اعدادية ومختار المنطقة ويعرف اسباب الخصومات والنزاعات المحلية واسماء الجميلات وبنات الجيران والاكثر من هذا كان مسؤول على اخوتي امام المنظمة الحزبية للبعث 😀، يحرص على جمع الاشتراكات الشهرية وشعاره يا مستورة انستري،
فكانت الاخبار منوعة والاحاديث متجددة وفيها نكهة الحياة البغدادية المنعشة لروحي العطشى، .
وانا في كردستان كلفني رفيقي عدنان اللبان ( ابو عچو) بزيارة لعائلته ومعرفة اخبار ابنه أباء، ونصحني اللقاء بهم عبر المخرج احمد السلماسي الذي يسكن الكاظمية قرب الصحة المدرسية وبعد التتبع وصلت الى احمد ورتب لي لقاء مع ام اباء وابنها اباء وكانو توا قد تحولوا الى عمارات البياع ويجاورهم الكاتب اللامع عادل كاظم ، التقيت بهم وكان نجم اللقاء الطفل الذكي أباء وعاطفته الجياشة ازاء والده الذي تركه مجبرا بعد ان تلقى من محكمة الثورة الحكم بالاعدام عليه.
اصر احد الحضور ان يوصلني الى حيث اسكن!!
وابدى خدماته ( الجليلة) ولم ينفع الاعتذار حيث الاصرار والعناد، فقلت لابأس
وركبت السيارة البرازيلي وكانت حديثة جدا، واخبرته باني أعيش بالمشتل ورأسي مشغول بكيفية الخلاص من هذه الخدمة الثقيلة، وصلنا المشتل واصر ان يوصلني الى باب البيت! شلون ملحّة،
فشاهدت احد البيوت وبابه مشرعة وكانت باب حديد كبيرة تؤدي الى حديقة صغيرة قبل الدخول الى المنزل ولا علم لي من يسكن هذه الدار، نزلت وبقت عيونه شاخصة الى اي بيت سأدخل فدخلت تلك الباب وأشرت له بيدي دلالة الشكر والامتنان وبقيت مختفيا خلف الباب لحظات، انطلق بالسيارة بعد ان حقق ما أصر عليه. خرجت مسرعا وبحذر لاواصل المسير واقطع كيلومترين لاصل بيتنا
لا علم لي ولست متأكد من نوايا الاخ صاحب البرازيلي ! ولكني فعلت ما اطمأن اليه، ولا اعرف صاحب الدار المسكين التي دفعتني الصدفة للدخول اليه،
وصلت بيتنا وغادرت في اليوم التالي باكرا وكان عليّ ان أخفي رأسي داخل السيارة حتى نبتعد عن المنطقة وكانت وجهتي الشورجة.
وصلت الى المحل وكنت قد هيأت رسالة اشرح فيها ما يستوجب الحذر منه وأسلمها الى صاحب المحل الذي يعرف الحجي ويطمئن اليه، واذا ب (ن) داخل المحل على سلم صغير ومشغول بلوح اراد ان يضعه بالسقف واعلم انه يعمل مقاولا لانشاء السقوف الثانوية على الرغم انه من فئة عمرية تشمله الخدمة الالزامية.
تركت المحل مرة اخرى محبطاً، وفضلت الانتظار الى ما بعد الظهر لارمي الرسالة الى صاحب المحل و اتحدث معه قليلا. ولكن لم يحدث هذا وتركت المحل الذي علمت فيما بعد انه كان مجرد كمين لاصطياد المزيد من رفاقنا، ومن ضمن الذين القي القبض عليهم في ذلك التنظيم
الشهداء:
- ابو جلال ( مستشار سياسي السرية الاولى على الخابور)
-عماد الجراح ( ابو حسن)
- جبار ( اخ الفقيد ابو ناصر)
-خالد جسام ( ابو قيس
-حجي ره ش ( ابو جيڤارا)
- ابو سهيل ، نجم عرب( من الخالص)، كان اداري الفوج السابع- سليمانية
- ابو غسان (ديالى)
تم اعتقالهم بظروف متباينة .
واوصل الحجي( وهو من سكان قرى كلار) لنا رسالة من داخل المعتقل كتبها الشهيد ابو جلال بعد ان تيقن انهم سيطلقون سراح الرجل الطيب القروي الذي طالما كان لنا المعين والمحب
سأكتب بشكل منفصل عن نزول هذه النخبة الشجاعةالى ميدان العمل المسلح في بغداد والمدن الاخرى،
لربما اخطر ما واجهنا بالعمل السري هو الاندساسات، وثانيا الكمائن في الطرق والمسالك عن طريق اشاعة جو الارهاب و زرع العيون للمراقبة
-الصورة الجماعية انا اتوسط اخوتي
- صورة لاخي الاكبر الشهيد فارس الأعسم الذي سخر لي كل امكانياته ليضمن سلامتي
-صورتي ايام الحياة الانصارية
سآواصل