رجل طويل القامة، رشيق الجسد، وسيم الوجه، كئيبا وصامتا ولا يعنيه امر احد. يعيش مع زوجته وابناءهما الثلاث، (بنت وولدين احدهما متزوج) في بيت واحد، يتألف من غرفة كبيرة واخرى مخصصة للضيوف.

يرعى عادل بكَ وابناءه، قطيعا من الغنم والماعز مع بغلتين وحصان واحد وثلاثة كلاب شرسة يتبع احدهم القطيع اينما ذهب والاخران لحراسة المنزل.

اختار هذا الرجل، ان يسكن بعيدا عن البشر!. وتضاربت الانباء عن اسباب ذلك. فمنهم من قال، انّ عادل بكَ، هاربٌ، لأنه (مطلوب ثأر عشائري)، ومنهم من فسّر الامر، بأنه (مكلف من قبل السلطة بمراقبة البيشمركَة)، ورأى اخرون أنه (يتعامل مع الجندرمة التركية وهو تحت حمايتها)، وبعض المطلعين يقولون أنه (قريب من الحزب الاسلامي الكردستاني). امّا انا، فاعتقد انه (مخلص لمهنته الوحيدة كراعٍ للماعز والغنم )!.

بنى عادل بكَ بيته في حلق الوادي الذي ينفتح على نهر (براز كَرت) والذي يفصل هذه المنطقة عن المناطق الخطرة، حيث الربايا العسكرية، ومفارز الجحوش. ومن الاعلى ينحدر نهر اخر يمر بجهة البيت الشرقية، ويصب في النهر الاول. وهكذا يكون بيت عادل بكَ محصورا من الجنوب والشرق بين نهرين، اما من الشمال والغرب فالجبال والصخور والتضاريس القاسية.

اغلب الانصار يعرفون عادل بكّ. او على الاقل سمعوا به. كما يعرفه المهربون وبيشمركة الاحزاب الكوردية، وكذلك عملاء السلطتين العراقية والتركية. فالمكان الذي يحتله، هو مفترق طرق بين سوران وبهدينان وبرزان وريزان. وبيته يظلّ مفتوحا للاعداء والاصدقاء، وخاصة في ايام الشتاء والثلوج والعواصف. محطة استراحة في الظلام، لجميع اولئك الذين يجوبون المنطقة ذهابا وايابا مهما اختلفت نواياهم!.... عادل بكَ كان احد ابرز المزارات الجبلية!.

من الضوء  الآسر