عندما شنّ نظام البعث حملته القمعية ضد الشيوعيين في 1978، لجأ شيوعيو ريف تلكيف والشيخان بشكل طوعي إلى هضبتي (دوغات وختارة)، رافضين الخضوع لبربرية الأجهزة الأمنية وأساليب تعذيبها، وعملوا بشكل جاد من أجل الحصول على السلاح وتشكيل نواتات أنصارية في تلك المنطقة التي تعتبر من المناطق الحصينة، حيث تكثر فيها المخابئ الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها في الاختفاء ومقاومة النظام بالرغم من من شحة السلاح والعتاد. كان ذلك قبل ان تتخذ قيادة الحزب قرارا بتنبي الكفاح المسلح كاسلوب رئيسي في النضال، حيث تمكن الكثير من الرفاق الذين انتشروا في مدن العراق المختلفة وبالتنسيق مع منظمة الاقليم، من الالتحاق بالجبل، (كتبت بهذا الصدد عدة حلقات تحت اسم أنصاريات، وعن نفس تلك الفترة كتب النصير صباح كنجي اكثر من مقال).
هذا التوجه وما كان يعانيه الحزب من جراح ثخينة، كان بحاجة إلى عمل مضنٍ وجاد على كافة المستويات: أولها تنظيم مفارز أنصارية تتجول بين القرى والمناطق الكردستانية لإعادة الصلة بالشيوعيين والتنظيمات الحزبية المقطوعة، ومن أجل ذلك، ضخ الحزب كادره إلى الداخل القريب في بداية الأمر، وكان لي الشرف أن اكون من الأوائل الذين ساهموا بهذا الجهد.
ولكي نواصل العمل، وخاصة في جانبيه الدعائي والتنظيمي، كان لابد من إيجاد أوكار ومخابيء للانطلاق منها إلى القرى القريبة، ثم التسلل إلى المدن العراقية في كافة المحافظات. ولابد من القول بأننا في هضبتي (ختارة ودوغات) لم نجد صعوبة في هذا المجال، حيث كما أسلفنا كانت تحتوي على الكثير من المغارات التي حفرتها مياه الأمطار على مر السنين واستخدمناها كمقرات سريّة لأداء مهامنا الحزبية والعسكرية .ومن هذه المخابيء السرية التي استخدمها التنظيم الحزبي والأنصار الذين كانوا يدكون مواقع النظام العسكرية والحزبية في مختلف مناطق سهل نينوى، هي:
أولا – هضبتا ختارة ودوغات (كند ختارة ودوغات) أو جبل الكند، كما يسميها (غوغل) .
هذه الهضبة التي كثيرا ما تحدثت عنها وعن طبيعتها، إذ يكثر فيها حجر الجبصين الذي تُستخرج منه مادة الجص التي كانت أساسية للبناء آنذاك. وفيها مغارات عديدة، قسم منها مكتشف من قبل الأهالي وقسم آخرغير مكتشف، وحتى المكتشف كان الناس يتجنبون الدخول إليها خوفا من الحيوانات الخطرة كالأفاعي السامة وغيرها.
وأولى تلك المغارات التي استخدمناها في الاختفاء وتنفيذ مهامنا الحزبية، هي مغارة (قه نته رى ) التي تقع في أراضي قرية دوغات، ثم مغارة (خه بس الـ نيسو) في أراضي قرية ختارة، واستمر العمل فيها لسنوات طويلة دون أن تكتشفها أجهزة السلطة، فمغارة (قه نه نترى) تحولت إلى مقر أنصاري يتواجدون فيها لأوقات غير قصيرة، وأحيانا بأعداد كبيرة كمفرزة قتالية بعديدها وعدتها، ومنها ينطلقون لتنفيذ عمليات عسكرية أو ندوات توعية جماهيرية. وكانت المغارة مزودة بأفرشة وحاويات ماء ومواد غذائية مجففة ومعلبة وغيرها من مستلزمات الحياة الأنصارية السرية. هذا الاستخدام الواسع لهذه المغارات من قبل الأنصار، دفع الكادر الحزبي للبحث عن مخابئ أكثر سرية وأصغر حجما تكفي لشخصين أو ثلاثة، ولذلك لجأ الفقيد أبو ماجد (علي خليل) إلى بناء بعض منها، إذ كان يعمل نجارا في بداية شبابه في دربنديخان، للأسف توفى هذا القائد الأنصاري البطل في احداها، عندما كان الرفيق نبيل برفقته، والذي جاء إلى (قه نته رى) في وقت مبكر من النهار وذلك لاخبار من فيها بشأن هذا الحادث المفجع، وكنت أنا والرفيق صباح كنجي هناك وننوي مغادرة المخبأ عند حلول الظلام، ولكن وفاة أبو ماجد أخّر الأمر قليلا إلى حين إتمام عملية دفنه بالقرب من مخبأه. ولاحقا بعد سقوط النظام تقدم أهله وبعض رفاق منظمة دوغات للبحث عن قبره، فوجدناه بعد جهد بسسب الأنهيارات الطينية في المكان، وجرى دفنه في مقبرة دوغات في تشييع مهيب شارك فيه المئات من أبناء قريته ومن مناطق كثيرة من كوردستان .
كان من مواد بناء هذه المخابيء، خشب نجارة الأبنية الذي نحصل عليه من القرى التي كانت تشهد حركة عمران واسعة، فكنا كلما نذهب إلى القرية بمهمة ما، نجلب معنا ما نستطيع حمله من ألواح خشبية، ثم نقوم بشراء مسامير بواسطة رفاق منظماتنا الحزبية ومادة البلاستك لتغليف هذه الصناديق لمنع تسريب المياه إليها شتاء. وكان العمل على بناءها يجري ليلا وبسرية كاملة، وعلى شكل تابوت أو صندوق طولي يكفي لشخصين فقط وبعض الحاجيات مثل جولة وحاوية ماء وغير ذلك. ويجري طمرها بالأتربة والحلان بعد تغليفها بالبلاستك ومساواتها بالارض، وفيها فتحة يجري غلقها بقطعة من الحلان بعد الدخول أو الخروج.
بالإضافة إلى هذا، فقد عثرت أنا والرفيق أبو خدر على مخبأ في هضبة ختارة، جرى اعداده بكافة مستلزمات البقاء لأيام طويلة بما فيها حصر ألواح خشبية بين جانبي المخبأ لغرض النوم عليها وأبقاء ما تحتها فارغا لجريان مياه الأمطار. لم نكشف هذا المخبأ لأحد لسنوات طويلة، وسميناه فيما بيننا (بـ عرين الأسد – لانده شير)، (تحدثت عنه في موضوعات، محطات أنفال بهدينان وفي مقالة تحت أسم الرئيس وطباخه دون محاصصة)، ألاّ اننا عندما أضطررنا الانتقال من مرانى إلى جبل الكند ومن هناك التسلل إلى سوريا عبر مدينة الموصل ومناطق سنجار أثناء مرحلة أنفال بهدينان المشؤومة، تحول مخبأ لانده شير إلى غرفة لإدارة هذه العملية المعقدة والخطرة، شارك فيها بشكل أساسي الرفاق أبو خدر وأبو داود وتوفيق وأنا، واستطعنا خلال هذه الفترة الحرجة الاتصال بقيادة الحزب في سوريا بعد تكليف الرفيق ابو خدر لعبور الحدود والحصول على موافقتها وتهيئة مستلزمات استقبال المجموعات الآنصارية هناك على الحدود بالتعاون مع المواقع السورية....ألخ.
أمّا مغارة (قه نته رى)، فتحولت إلى ما يشبه فندق يضج بالأنصار ولكنه سري، انتقل إليه عدد كبير من الرفاق القادمين من الجبل، وبفضل بعض الأنصار من أهالي المنطقة منهم سعيد وكسر وفرهاد وآخرين وبفضل حيوية منظمات الحزب واندفاعها، أصبحت المغارة مكانا مزدحما بالأطعمة ومختلف الألبسة والأحذية ومكتب لتهيئة المستمسكات الثبوتية (هويات...) وغيرها من المستلزمات المطلوبة لعملية العبور إلى سنجار عبر الموصل وانتشار بعض الأنصار في بقية المدن العراقية. وكل هذا كان يجري في ظل وضع خطر جدا، ولكن بحماس منقطع النظير، فحتى بعض أوقات النهار أصبحت ضرورية ولازمة لتحركنا في هذا الاتجاه أو ذاك. ومن الجدير بالذكر، اننا استطعنا إيصال ما يقرب من الـ 40 نصيرا إلى سنجار ثم إلى سوريا عبر مدينة الموصل بسلام على الرغم من المفارقات والاحداث الكثيرة التي رافقت العمل.
ثانيا- جمهورية حمبس
حمبس يقع في جبل يشرف على قريتي خورزان وطفطيان التابعتان لناحية ألقوش ضمن السلسلة الجبلية التي تمتد بين شيخان وقرية جامبور القريبة من الشارع الدولي بين دهوك والموصل. ويبدو أنه حدث في الأزمنة القديمة انهيار جبلي في هذا المكان وسمي بـ(هرفطه) أي المكان المنهار. وعلى أثر ذلك تشكلت وكثرت فيه زوايا وكهوف عديدة لم يعرفها الأهالي بسبب الأمان النسبي الذي كان متوفرا، ألا لحاجات محدودة لا تسمح لهم باكتشاف ما في حمبس من أسرار وخفايا .
ازداد عدد الهاربين من الحرب العراقية الايرانية، وكانوا بحاجة للاختفاء، فلجأ قسم كبير منهم الى حمبس. وبعد ان تخلى النظام عن العديد من مواقعه العسكرية في كردستان، توفرت فرصة جيدة للانصار والبيشمركه للتقدم إلى العمق لاداء مهامهم العسكرية والتنظيمية، ثم بدأ التفكير بإقامة مقرات خفيفة في كهوف غير معروفة لكي لا نضطر إلى مغادرة المنطقة بعد كل مهمة عسكرية أو حزبية. وهكذا كان على المجاميع التنظيمية أن تكون قريبة من مواقع عملها للعودة إليها عند الضرورة بأسرع ما يمكن. فكان حمبس هو العون الذي وفر كل ما نحتاجه، ولذلك اطلقنا على هذا المخبأ اسم (جمهورية حمبس).
تعرفنا على حمبس عن طريق رفاقنا وأصدقاءنا من الهاربين من الخدمة العسكرية من قرية خورزان، ولكنهم تعمقوا في سبر اغوارها فاكتشفوا ما لم يكتشفه الأهالي. وكانت أولى المغارات المستخدمة بشكل مشترك بين رفاقنا والهاربين هي تلك التي تحولت إلى مقر شبه دائم للأنصار والكادر التنظيمي بعد فترة من الزمن. وكانت المغارة لها فتحة صغيرة تسع لدخول إنسان إليها ويجري غلقها بصخرة لايمكن كشفها بسهولة، ألا من قبل شخص يعرف المكان، وكانت تتسع لعدد كبير من الأفراد يصل عددهم إلى أكثر من 30، ولابد من القول بأنه ذات مرة أنحصرنا فيها لمدة يومين أثناء تقدم قوات النظام من الجيش والجحوش وتطويقها للموقع الذي تبلغ مساحته حوالي كيلومتر مربع، فلم يجدوا أثرا لنا هناك، وخرجنا منه عند انسحاب هذه القوات، ومن الجدير قوله إن المساحة التي كانت تحيط بالمغارة جرى تعديلها من قبل الأنصارعلى هيئة أماكن منفردة من أجل النوم، واستخدمنا هذا المخبأ لعدة سنوات.
وكان هناك في مكان أخر قريب من المغارة شق صخري مفتوح عرضه يصل إلى 3 أمتار وطوله يزيد عن عشرة أمتار، كان الأنصار والعاملون في التنظيم المحلي ينتقلون إليه نهارا لأن المكان يتميز عن الأماكن الأخرى بسبب برودته العالية، ولذلك كان يسمى (باي هونك)، أي المكان البارد أو المنعش. وكانت تتوسط المكان فوهة ضيقة لحفرة عميقة تخرج هواءا باردا اعتبرناها ثلاجة المكان، وكنا نحفظ المواد الغذائية الطازجة بالقرب منها، ولا ابالغ عندما أقول انها كانت تحافظ على تلك المواد لأيام قد تصل إلى أسبوع كامل ونقوم بتبريد الماء للشرب بواسطتها.
ولما كان هذان المكانان يُستخدمان من قبل عامة الرفاق الأنصار والعاملين في التنظيم المحلي، ولحساسية العمل الحزبي ومرور رفاق من هناك للتسلل إلى الداخل، لجأ الرفاق في التنظيم المحلي إلى البحث عن مخابئ أخرى مشابهة، فوجدوا ما أرادوه، وكان لكل رفيقين يعملان معا مخبأ خاصا يحفط لهما أسرارهما وحاجياتهما الضرورية والطارئة. يقول الرفيق أبو خدر عن هذا المخبأ (وكانت هناك بعض المخابئ حتى الرفاق في هيئة واحدة لا يعرفونها، فعلى سبيل المثال مخبأ خاص اعددناه أنا وصباح كنجي لفترة طويلة لم يعرف به رفاق تنظيم محلية نينوى)، وكهفا سريا صغيرا آخرا في الجزء العلوي من ((الجمهورية!)) يسكن فيه كل من الرفيقين كسر وأبو ناتاشا، وفي وقت معين قمت أنا كاتب هذه السطور والشهيد عامل بحفر كهف سري آخر، كلفنا كثيرا من الوقت. من المهم القول إن (جمهورية حمبس) كانت قريبة من (عين كلوك) التي تتدفق منها مياه عذبة، حيث كنا نتزود بالماء من هناك. ولم تفلح السلطة باقتحام أو اكتشاف (حمبس) وحتى مفارزها التي تحاول اختطاف الأنصار في محيطها بائت بالفشل. علما بأنّ هناك العديد من المخابئ الأخرى القريبة من (حمبس) ولكنها لم تكن بأهمية المخابئ الموجودة في الجمهورية نفسها، إذ كانت تتخذ فيها مختلف القرارات العسكرية والتنظيمية من خلال عقد اجتماعات على مستويات مختلفة.
ثالثا – كفرى وزيرى (صخرة الوزير)
تقع صخرة الوزير في نفس السلسلة الجبلية التي تقع فيها حمبس ولكنها من الجهة الشمالية. لم تكن هذه الصخرة إلا عبارة عن مساحة تعرضت للانهيار، فتحولت إلى مكان وعر تكثر فيه الحيوانات البرية وخاصة الضباع، وكان الأنصار يستخدمونه في أوقات استراحاتهم. ولكن النصير علي يقول (بعدما تركنا مقر مرانى ولجأنا إلى الده شت برفقة أخي أيزدين أثناء عمليات أنفال بهدينان لتقصي أخبار العائلة التي أُنفلت بعدد أفرادها الذين كانوا يبلغون 25 فردا، حصل وأن توجهنا إلى صخرة الوزير، وهناك لم استطع العثور على الطريق الصحيح، فذهبت باتجاه، وأخي ذهب باتجاه آخر ولكنه قريب، وكان يناديني ويقول أنت تسير في الاتجاه الخطأ الذي لا يصل بنا إلى مكان الاستراحة، وفي هذه الأثناء وجدت أوراقا ومغلفات على هيئة رسائل ملفوفة (كنّا في الانصار نستخدم نفس الطريقة عند المراسلات)، وعندما إلتقطت أحدى الأوراق والتي كانت على وضعها الطبيعي، وجدت فيها معلومات عن تنظيمات الحزب، فعرفت أنها تعود للرفيق الشهيد عامل، تقدمت إلى الأمام وتتبعت أثر الأوراق والملفوفات حتى وجدت صخرة مستديرة إلى حد ما، قمت بتحريكها، فوجدت تحتها فتحة تؤدي إلى ما يشبه المخابئ، تابعت التقدم وجدت كيسا (كونية) مركونا في زاوية معينة من المخبأ، مددت يدي إليها فلمست فوهة بندقية كلاشينكوف، حملت الكيس بما فيه، وناديت أخي أيزدين، وقلت له لقد وجدت قطعة سلاح، فأسرع إليً، لأننا كنا نملك بندقية واحدة، فتحنا الكيس ووجدناه يحتوي على الكثير من الأوراق الحزبية زائدا مسدس قلم كاتم و7 مخازن مليئة برصاص الكلاشينكوف وقنبلتين يدويتين، وعرفنا بشكل نهائي أنها تعود للرفيق الشهيد عامل، وإن هذا المكان هو مخبأه حيث كان يستخدمه عند الذهاب إلى ألقوش لمتابعة التنظيم الحزبي هناك أو إلى أماكن أخرى، استفدنا من البندقية وأخذت الأوراق معي إلى سوريا التي وصلتها وسط مخاطر ومصاعب كثيرة وسلمتها للحزب هناك) .
كان الرفيق عامل عضوا في محلية نينوى وفي مكتبها، ويقود التنظيمات السرية في ألقوش وريف تلكيف وغيرها من التنظيمات الحزبية السرية، لكنه كان يعتمد على نصير سابق اسمه ممو من أهالي ألقوش وتبين إن الأخير كان عميلا لآجهزة أمن النظام، فقد قام باستدراج الرفيق عامل إلى داخل مدينة ألقوش، وهناك قام بتسليمه، فقامت السلطة بتصفيته وسط ظروف غامضة.
رابعا – مخابئ سنجار وجبلها
يقول النصير أبو خدر (وكان لي في المجمع (يقصد مجمع بارا الذي يقع شمال مدينة سنجار ضمن الحدود الإدارية لناحية الشمال) مخبأ هيأته أثناء بناء المجمعات، وقد استخدمناه في عملنا وخاصة أثناء مهماتنا بين سنجار وسوريا، وكان يصله التيار الكهربائي للإنارة، ففي كثير من الأحيان كنا مع الفقيد سردار دهوكي وابو نادية قامشلي ننزل إلى المخبأ عندما ترد أنباء عن عملية تحري محتملة، ولكي نقضي على وقتنا كنا نلعب الورق في داخله كونه كان واسعا). ويواصل أبو خدر حديثه فيقول (في جبل سنجار ايضاً كانت هناك مخابئ طبيعية وأخرى هيأناها للطوارئ، واحدا من هذه المخابئ كان ضمن منطقة تسمى خلوخة باللهجة السنجارية وتعني المنهار، المنطقة التي فيها صخور منهارة، وعن طريق الصدفة اكتشف أخي الأكبر مخبأً، فأغلق مدخله بحجارة ثم دلني عليه، وقال يجب أن لا يعرف أحد مكان هذا المخبأ ولا يجب استخدامه إلا عند الضرورة). ويضيف: (في إحدى المرات وأثناء عمليات الأنفال وصلت مجموعة من الرفاق إلى بيتنا للعبور إلى سوريا، وبسبب مشكلة أمنية تتعلق بحجز وثائقهم في نقطة تفتيش أم الشبابيط، قررنا عدم المبيت في البيت، تجنبا للمداهمة، وكان الرفاق يسألون: ألا يوجد مكان للإختباء فيه؟، ورغم حيرتهم فأنا لم أخبرهم بوجود المخبأ إلا للرفيق ناظم ختاري وقلت له لا تخشى شيئاً فلدينا مخبأ هنا قريب يمكنه أن يحمينا بشكل جيد).