7-04-2023
في باحة البيت وقف سالم مع الاخرين من الرجال والنساء للقيام بواجب العزاء، كانت هناك امرأة واقفة تستقبل المعزين، ترتدي بلوز اسود وتنورة سوداء وعلى ملامح وجهها الحزن.
امامها منضدة طويلة طولها متر ونصف عليها قدر متوسط الحجم بجانب القدر ومواعين لونها ابيض شفاف
من مسافة ليست بعيد رأى سالم المرأة لتي تستقبل المعزين تتكلم معهم ولا يعرف ما تقول لهم وهي تصب في الماعون. عند وصول سالم قريب منها لم يكن الا شخص واحد امامه، سمعها تقول بصوت خافت للمعزين
كان زوجي المتوفى يحب الشوربة جدا وتقول اكل الشوربة وأقراء الفاتحة عليه!! يرد عليها بحركة برأسه سوف يقوم بذألك، اختي البقاء في حياتك تشكره وترد عليه حياتك الباقية
كان سالم حميد سالم الذي سميٌ على اسم جده ينظر الى المرأة ويشك ان ملامحها ليست غريب عليه انها تشابه ملامح زوجته هناء
وقف سالم قبالها وهي تنظر اليه غير مصدقة تبلع ريقها بالكاد
قالت وبصوت خافت هل انت سالم زوجي؟
قال سالم لا ولكن ربما اشبه زوجك !!اجابت وبتأكيد منها ورغم تغير بعض ملامح وجهك لكنني متأكدة هو انت سالم حميد سالم
تفاجأه سالم بانها تعرف اسمه الكامل
وبصوت خافت قالت وبإصرار دعني اثبت لك أنك سالم، قبل يومين انا وابني سامر ركبنا معك في الاسعاف وتوفيت هناك في المستشفى
رد سالم ما تقولين هذا صحيح قبل يومين كنت فعلا في المستشفى لكن بعدها نقلت الى مكان اخر بعيد جدا لا اعرف اين! حينها جاء شخص ربما دكتور او مضمد او من اراد يدفنني جمع كل اعضاء جسمي وقال لي لاتزال فيك حياة لكنك في غيبوبة قصيرة ربما يوم او يومين وترجع للحياة مرة اخرى وفي هذين اليومين كانت لي حياة اخرى.
التقيت حينها بكثير من الناس من مختلف الاجناس الذين ذاع صيتهم عبرَ العصور القديمة والحديثة، منهم من السومريين والبابليين وكالكامش وبعض الانبياء والاولياء والخلفاء والشعراء منهم ابو تمام والمتنبي والفلاسفة افلاطون صاحب المدينة الفاضلة وماركس صاحب الاشتراكية وغيرهم الذين لا اتذكر اسمائهم الان، شكرتهم على بعض الايجابيات التي اوصوها وعاتبتهم بغضب وعصبية عما اقترفوه من آثام بحق الملايين من البشر من ذنوب للتفرقة فيما بينهم؟؟
بانحناء من ظهرها للتقرب مني لتهمس باذني، لا تتعصب وهدئ اعصابك (خلي اي ولي الراح راح خلينة بالجاي )
رد سالم شنوا قصدك بهذا الكلام!ا
اجابت أنك زوجي سالم واضافت
اتريد اذكرك من اخوك! انه غانم الذي واقف قريب الباب هناك ايضا يستقبل المعزين
رد سالم بشيء من الشك صحيح لديَ اخ اسمه غانم لكني غير متأكد انه يشبهني (قال مع نفسه ربما انا الذي تغيرت دخولي الى المستشفى وغيبوبة ليومين وذهابي الى مكان بعيد جعلني لا اتذكر شيء )
اجابت هناء وهي تهمس بأذن سالم أني فرحانة إنك رجعت لكن هذا يبقى سر بيننا ولا اقول لاحد وعد مني
قال سالم يبدو مُصرة أنك زوجتي، وتقرب ليهمس بأذنها تعلمين لم يستقبلني أحد لا ملائكة الرحمن ولا ملائكة الشياطين وقالوا لي لا يوجد اسمك في القائمة التي لدينا. وقلت لهم أدخلوني اي كان الجنة او النار لا فرق
مسكت هناء نفسها مع احمرار وجنتيها لكي لا تضحك وقالت هذا انت كما اعرفك تمزح معي في الظروف الحزينة. انتظرني هناك لكي أودع المعزين والاقارب يذهبون لكي نبقى وحدنا فقط لنعيش ما تبقى من العمر....