كانت الاحتفالات بعيد تأسيس الحزب تتباين في مقرات الانصار وفق الإمكانيات أولا، ووفق وجود الطاقات الفنية، و ايضا تعتمد على الوضع الأمني لهذا المقر او ذاك.

وعلى سبيل المثال، فهذه الصور التي تعكس جانب من هذه الاحتفالات حيث تجد العازف و هو احد اكثر الرفاق حيوية واحترام من قبل رفاقه وهو الشهيد ابو عناد (سعد فاضل)، يسانده بالايقاع والتصفيق الرفيق (تحو)  او تحسين عرب (ابو مصطفى) له طول العمر. كما توجد فرقة مسرحية يديرها المخرج المسرحي الشيوعي عدنان اللبان (ابو إباء)، و قدمت عملين مسرحيين صامتين، طبعًا اختار الرفيق المسرحي عدنان اللبان ان يكون العمل صامتا، لكي يتجنب الاختلاف باللغة وصعوبة فهم العربية لدى اغلب الجمهور الكردي، ونجح الى حد بعيد في مسعاه، وبواحد من المشاهد وهي عن سجين سياسي يلقى عليه القبض من قبل الأمن الصدامي ويودع في زنزانة انفرادية، ويمارس ضده كل أنواع التعذيب، وفي إشارات مسرحية موفقة جدا، استطاع المخرج ان يجعل الجمهور يتفاعل، ورأيت الكثير اغرورقت اعينهم بالدموع وهم يشاهدون مشهد الاعتداء الجنسي على السجناء ايام نظام صدام. والقصة استمدت من قصة واقعية شهد تفاصيلها المناضل الشيوعي سيد باقي حيث اعتقل من قبل الجلاوزة وهو في مقر الحزب في السليمانية عام ١٩٧٨، وتعرض الى تعذيب شديد من اجل انتزاع ولو حرف واحد يعترف به على رفاقه، و لكن المرحوم ابو الشهيد بايز ذلك المناضل الذي قد من الفولاذ ابى ان يلوث لسانه بالحديث عن رفاقه، الامر الذي اثار الجلادين وجعلهم يمارسون شتى انواع التعذيب ضده.

وجانب آخر من الاحتفال، هو الدبكة الكردية، ولوجود رفاق عرب ايضا، كان حيزا للدبكة العربية (الچوبي)، وكذلك الردس وفي الصورة يظهر آمر الفصيل ابو مناف وهو يحمل سلاحه ويدبك على طريقة الچوبي . ونحاول ايضا ان يكون بالحفل فقرة توزيع المشروبات والعصائر، ويظهر كذلك في الصورة للجالسين وهم يتناولون ما يقدمه لهم الشهيد آشتي من شراب يظهر الفقيد سيد باقي، وسبق الحديث عنه، وهو من الشيوعيين المخضرمين في حلبچة والسليمانية، وبالحقيقة كان يعمل بمقر الحزب الشيوعي العراقي في السليمانية.

ونحن نقترب من الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نستذكر هذه المسيرة  بحلوها ومرها، بشهدائها وأحيائها، ونقر بأنّ تاريخ الحزب هو جزء مهم من تاريخ  العراق الحديث، ذلك التاريخ الدامي والحافل بالكثير من الهبات والانتفاضات والتغيير والصراع المرير لأجل مصالح الشعب العراقي بعربه وكرده وجميع ابناءه.

الصور في قاطع سليمانية وكركوك/ مقر كرژال قرب شلال أحمد آوه