أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان جلسة استذكارية للحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي قدمها النصير أبو سعد اعلام (علي محمد) يوم السبت 25-05-2024 الساعة الخامسة على قاعة المقر.

مختصر الجلسة التي حظيت بحضور جيد وحوار بناء.

الكفاح المسلح – حركة الأنصار

بعد الاتفاق الذي تم بين العراق وإيران عبر الوساطة الجزائرية عام 1975 انهارت الحركة الكردية المسلحة، وجرى حل تنظيماتها وانسحبت قياداتها إلى خارج كردستان مع عشرات الألوف من عناصرها ومواليها الذين تم اسكانهم من قبل شاه إيران في مخيمات قرب الحدود العراقية في قرية زيوه.

لكن أحد قيادي الحزب الديمقراطي الكردستاني، سامي عبد الرحمن ذو الميول الاشتراكية، شكل، بعد بضع سنوات، تنظيما أسماه "القيادة المؤقتة" وافتتح مقرا عسكريا في منطقة قريبة من ﮔﻠﻲ كوماتة (وادي كوماته)

أواخر 1978 وعام 1979 صعد عدد من كوادر الحزب من الأكراد والمسيحيين إلى مناطق السليمانية وأربيل وبدأوا التنسيق مع الفصائل الكردية الموجودة في الجبال.

الرفاق من وسط وجنوب العراق وأبناء الموصل وبهدينان (دهوك وزاخو) بدأوا التحرك عبر مسلكين:

  • الاتفاق مع القيادة المؤقتة برئاسة سامي عبد الرحمن التي افتتحت موقعا عسكريا على الحدود مع تركيا وعلى ضفة الخابور. يفصل المقر عن الأراض التركية نهر صغير بعرض متفاوت بين 5-3 أمتار. وكانت القيادات الكردي بمعظم أحزابها خارج الحدود العراقية.
  • التنسيق مع القيادات الفلسطينية الموجودة في لبنان، لتقديم المساعدة بالتدريب وتوفير السلاح.

في البدء كان مقر سامي عبد الرحمن في كردستان تركيا بقرية ﮔﻧﺪﻚ التابعة لقضاء شرناق، ثم انتقل إلى كوماته العراقية ولم يحصل اللقاء به، لكن الحزب بدأ التنسيق مع حزب (كوك) اليساري، وكذلك مع (حدكا) الحزب الديمقراطي الكردي في إيران مما سهل التوجه إلى كردستان العراق عبر الأراضي التركية والإيرانية والسورية.

توجه عام 1979 أربعة رفاق (أبو باز، أبو علي الشايب، أبو داود وأبو شروق) عبر الأراضي التركية ليحلو ضيوفا على مقر القيادة المؤقتة.

لم يلتقوا أحدا من القيادة المؤقتة إذ غادروا إلى إيران لحضور مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني في تموز 1979 والذي جرى فيه توحيد القيادة وحل القيادة المؤقتة وتركوا قيادة مقر الفرع الأول إلى سيد حميد المعدي لحزبنا، إذ قام هو والمجرم عيسى سوار باغتيال 11 رفيق من العائدين عبر كردستان بعد اكتمال دراستهم الحزبية في البلدان الاشتراكية عام 1973.

بعد فترة تم بناء قاعة قريبة من مقر حدك بمساعدة أحد سجناء حدك إذ كان بناءً.

لم يك لدى المجموعة أي قطعة سلاح. الحراسة الليلية على المقر تتم بواسطة عصى غليظة يجر تنكبها كبندقية.

بعد بناي القاعة الأولى، تعود الجميع على الأكل كل ثلاثة بصحن وكانت الوجبات تقتصر على العدس.

القاعة ينحشر فيها عند النوم حوالي ثلاثين نصيرا بغطاء بطانية خفيفة واحدة.

المهام اليومية الخبز، الطبخ، جمع الحطب وأعمال البناء.

في عام 1980 صار لدينا موقع عند الزاب باسم الادارة وموقع في وسط وادي كوماته للقيادة سمي بمقر الحماية يليه موقع السرية ثم تم بناء موقع قبل دخول الوادي بقرب من موقع حدك سمي يك ماله بمواجه قرية يك ماله في الجانب التركي حيث معسكر الجندرمة الأتراك.

ثم الحديث عن تهديد الجندرمة الأتراك بالتقدم على مقراتنا واعطاء مهلة للانسحاب بعيدا عن الحدود عام1981  بعد أن باشروا بفتح طريق عسكري يمر بمواجهة مقراتنا. بعدها جرى التطرق إلى:

  • كوماته الثاني. التهديد التركي والتقدم  بعد معركة بشتاشان 1983.

مقر بلمبير والتقدم التركي.

فوجيء النصير أبو فكرت (رحيم كوكو العيداني) بطلائع الجيش التركي وهي تصعد القمة فأطلق النار عليها إذ كان في موقف لا يسمح له بالتخفي أو الانسحاب. فتح الجندرمة عليه النار وأردوه شهيدا بعد اصابة عدد منهم.

كان التقدم واسعا شمل الجبل كله وانسحب أنصارنا من المواقع على الجبل بعد فشل مهمة سحب جثة الشهيد، ماعدا الموقع الذي يسيطر عليه مجموعة من الضباط العائدين من اليمن. كان موقعهم في منطقة وعرة وأدى اطلاق النار الكثيف وقذائف المدفعية عليهم إلى سقوط ملازم باسل من القطع الصخري إلى مكان يصعب الوصول إليه بسهولة. كانت اصابته بالغة أفقدته الوعي.

بعد تأكد قوة وكثافة الجيش التركي كان رأي بعض القادة التحرك والانسحاب، لكن القائد توما توماس رفض ذلك بشكل قطعي قائلا لهم:" انسحبوا  وسأبقى حتى انسحاب جميع الأنصار وبضمنهم النصير ملازم باسل، بعد تأكده من استحالة سحب جثمان الشهيد أبو فكرت. قبل بدء الليل توقف اطلاق النار وعادت المجموعة حاملة النصير باسل فوضع على ظهر بغل وجرى الاسراع به إلى الموقع المؤقت حيث وجود الكادر الطبي.

 

  • الهجوم بالسلاح الكيمياوي على مقر زيوة شكان

5 حزيران 1967 يوم انحفر في ذاكرة أجيال عديدة وصار رمزا للنكسة العسكرية والسياسية في تاريخ المنطقة. الانتقام البعثي حوّل من أصحاب الجريمة الصهاينة إلى أحد طلائع الأحزاب الوطنية العراقية.

قبل الهجوم توافدت قيادات فصائلنا المسلحة من جميع القواطع إلى مقر زيوة في بهدينان الواقع في وادي يمر منه نهر الزاب. ومن المؤكد يأتي مع كل منهم عدد من المرافقين والحماية حتى وصل عدد الموجودين في الوادي أكثر من 350 نصير.

السلطة اعتقدت أن الحزب يعقد مؤتمره العام الخامس. ولكنه كان اجتماعا للمجلس العسكري من أجل الانتقال من العمليات الصغيرة إلى العمليات الكبرى. قبل الغروب كنت مع أحد الأنصار عند النهر حين سمعنا أزيز طائرات وفجأة بانت من فوق الجبل طائرتان وكأنهما متوجهتان صوبنا. أسرعنا بالاختباء خلف صخرة كبيرة. اختلست نظرة سريع لأشاه صاروخين متجهان صوينا ووقعا قريبا منا دون صوت انفجار كبير لينبعث من موقعهما دخان أبيض مزرق. بعد دقيقة ربما جاءت طائرتان أخريان لتسقطا قنابلهما وصواريخهما على مناطق متفرقة من مواقعنا.

كان لونا الدخان المنبعث من انفجار لصواريخ والقنابل أبيص مزرق وأصفر قاتم. عرفت فيما بعد أن الأصفر هو الخردل والأبيض هو غاز الفوسيجين الأشد خطورة.

يعد انجاز الطيارين مهمتهم القذرة سمعهم أحد أنصارنا على الـ FM يضحكون جذلين وهم يتبادلون التعليقات على ما سيحصل بنا.

  • عباس ره ش وخابور
  • الشهيدان أبو فؤاد (ﭼﻭقي سعدون حكيم) و أبو رزﮔﺎر (ريبر عجيل).

 

جريمة غاز الأعصاب

غاز الأعصاب المعروف علميا برمز VX سائل زيتي أخضر اللون أو بلا لون أو رائحة وله مفعول طويل الأمد ويعد من أكثر المواد سمية. يتعرص القريبون من موقع الانفجار إلى الموت الفوري أما في الحالات الأخرى يؤدي إلى غشاوة البصر، صعوبة التنفس، اختلاج في العضلات، التعرق والتقيؤ والاسهال، الغيبوبة والتشنجات وفي كثير الأحيان الموت.

كان لدينا في موقع زيوه، بعد انسحاب القطع إلى موقع احترازي آخر، مجموعة من تسعة أنصار، مهمتهم استكمال نقل باقي الأسلحة والعتاد والتموين. وهم: (عمودي، مقدام، منذر، سلام، والشهداء:  أبو وسن، أبو جواد وأبو سعد (موسكو).

بين التاسعة والعاشرة مساءً حلقت فوق الوادي يعض السمتيات وقصفت المنطقة لكن قذائفها سقطت بعيدا عن مكان الأنصار.

في الثانية عشرة بدأ قصف المنطقة بصواريخ كاتيوشا وربما ﮔﺭاد أيضا.

الأنفال

في التاريخ الاسلامي واثناء الغزوات تستخدم الآيات القرآنية لمنح الفعل قدسية.

وحين صعد التيار العروبي الاسلامي عمد إلى مزج بعض الآيات القرآنية بشعاراته لجعل نهجهم مقدسا ومعصوما من النقد.

في عهد البعث الأول والثاني فعلوا ذلك أيضا.

كانوا في حالات التدهور والضعف يستخدمون الآيات المكية المسالمة مثل: " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.. البقرة 256" و" لكم دينكم ولي ديني.. الكافرون 6" وإن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون...البقرة 62" و" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه السميع العليم... الأنفال 63" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...الحجرات13 ".

أما في حالة القوة فيلجؤون للآيات التي تحث على القتل والقسوة مثل " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم...الأنفال60" و " ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون...محمد 35" و" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولونهم الأدبار ..الأنفال15" و" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ...التوبة 23 والتحريم9" و" يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة...التوبة123"

"إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴿١٢الأنفال﴾" البنان: الأطراف.وهي الآية التي استخدمها صدام بجريمة الأنفال.

قبل بدء الأنفال كانت الاستعدادات العسكرية واللوجستية تبشر بنية التصدي للجيش بقوة. وضع أسلحة ثقيلة ومتوسطة في أماكن ستراتيجية والايعاز للقرى غير الحصينة باتخاذ مواقع بديلة محصنة عند بدء المعارك المفارز القتالي انتشرت في المناطق الهامة وقرب المدن.

الأنفال بدأت بست مراحل:

  1. الهجوم على منطقتي سرﮔﻠﻭ و برﮔﻠﻭ واستغرقت ثلاثة أسابيع في معارك شديدة.
  2. الهجوم على منطقة قره داغ استمرت ثمانية أيام وانتهت في 30 آذار 1988.
  3. توجهت القوات نحو ﮔﺭميان من 7 نيسان حتى العشرين منه. أظهرت السلطة فيها وحشية كبيرة في قتل الناس وتدمير القرى واجلاء ما تبقى من أجل تغيير ديموغرافية كركوك وضواحيها.
  4. بدأت في 7 أيار لتشمل حوض الزاب الصغير وفعلت ما قامت به في الحملة السابقة.
  5. المناطق الجبلية في محافظة أربيل في 15 أيار حتى 7 تموز. جوبهت الحملة بمقاومة شديدة كبدتها الكثير من الخسائر البشرية والمعدات.
  6. في 25 آب حتى 6 أيلول توجهت القوات إلى منطقة بهدينان.