(2)
إن نجاح الوحدة العسكرية في عملها يعتمد بالدرجة الاساس على نشاط وكفاءة قائدها العسكري وخبراته وإمكاناته بكيفية الاستفادة من خبرات الأنصار العملية ، خبرات من هم معه في الميدان. وكيفية إدارته للنشاطات العسكرية والعمليات والفعاليات السياسية وتهيئة الظروف لاستثمارها. اذا لم يكن القائد العسكري للوحدة كفؤاً بنفسه ، وذو شخصية قيادية قوية ، وغيرمعتمداً بالدرجة الاساس على افكار ومقترحات ونشاطات من معه في الانصار، فإن ذلك يعني رهن مصير الوحدة العسكرية وحركتها ونشاطها بيد عدد من البيشمركة ومزاجياتهم، مما يسبب غياب العامل الأساس في بناء الوحدة العسكرية وحسن اداءها، ويسبب غياب الشخصية القيادية التي تمركز العمل وتخطط له.
*واحدة من ميزات ديناميكية العمل العسكري والسياسي في عمل المفارز ميدانيا، هو:
* امتلاك قائدها العسكري والسياسي لبطاقة الاهداف في جيبه، او حتى في رأسه التزاما بمبدأ الحيطة والحذر. دون وجود بطاقة اهداف و تعيين الأهداف واجبة التنفيذ وجدولتها زمنيا ، يجعل عمل المفرزة مثل الخبز الخالي من الملح. طعمه غير مستساغ.
*وثانيها هو معرفة امكانيات مقاتليه و من معه في الميدان، معرفة دقيقة من ناحية نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم وعلاقاتهم مع الناس، ومعارفهم بجغرافية المناطق التي يتحركوا بها.
*توظيف الاسلحة المتوفرة بما يناسب كل فعالية من الفعاليات العسكرية
* الاحتفاظ بامكانية التدريب والتأهيل الدائم للانصار الجدد وحتى القدماء. وهذا التدريب والتأهيل يشمل جانبين مهمين:
اولا:الجانب السياسي والتثقيفي، وأهم ما فيه ان يفهم النصير لماذا هو حامل للبندقية الشيوعية، ولماذا هو يعمل بهذا الفصيل الاممي وليس مع الفصائل القومية الاخرى.
- الوعي والتثقيف بقضية الشعب التي دعت هؤلاء الثوار لرفع البندقية.
- التعامل مع الناس بالشكل الايجابي الذي يدفع العمل الانصاري الى الامام.
- ضم ما يمكن ضمه من الأنصار والأصدقاء الى التنظيم الحزبي من الراغبين بذلك. اي اننا نفصل دائما بين العمل الحزبي التنظيمي والعمل الأنصاري العسكري.
ثانيا: الجانب الثاني من التدريب والتأهيل ينصب على العسكري والتكتيكي. ومنه التدريب على الاسلحة الجديدة، التدريب على اساليب الاستطلاع وجمع المعلومات عن العدو، التدريب على طبيعة المنطقة موضوع العمل ، التدريب والتأهيل على استخدام كل وسائل الحركة التي تخدم المفرزة.
ان توفر كل هذه العناصر وانصهارها في بوتقة العمل يؤدي بالتأكيد ودون شك الى نجاح النشاطات الانصارية عسكريا وسياسيا.
*وكل مفرزة لها برنامجها ومهامها. هناك السياسية والادارية والاعلامية وغير ذلك.
ان نجاح تجارب البعض منا في مفارز وتشكيلات اربيل قائم على تلك الحقائق، و على امتداد سنوات الكفاح المسلح. وبنفس الوقت حصول إخفاقات وانتكاسات
مرده الى الخلل بمثل هذه الشروط.
***
كان الفهم الملموس والموضوعي للوضع القائم وتقيمه
بشكل صحيح من النواحي السياسية والعسكرية ثم اتخاذ القرارات الصحيحة للمعالجة هو الضمانة والأسلوب الأوحد للنجاح. وهذا يتوقف على الاختيار الصحيح للسياسات وأدوات التنفيذأثبتتها تجاربنا في
**** يتبع