في ذكرى عيد الحزب، عام 1987، نظم أنصار الفوج الأول، عند خاصرة جبل كَاره، في مقر مراني يوما إحتفاليا منوعا، من ضمن فقراته كان بث إذاعي ليوم واحد بدأ من العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء، وحوى برامج منوعة، كان لي الشرف المساهمة في ذلك. مكتب قيادة الفوج أختار النصير توفيق ايزيدي ليكون المسؤول العسكري والامني الاول ذلك اليوم للمقر، ففي حال اي طارئ، وخصوصا مجيء طيران فالأوامر الاساسية يجب استلامها منه، وعلى اساسه ينفذ الانصار، خطة الطوارئ المعروفة لهم، والتي سبق وان جرت تدريبات حولها. وتم الاتفاق بأنه بأمر من النصير توفيق يجب ان تتوقف الاذاعة عن البث فورا وبدون نقاش. وهكذا اثناء حماسنا وعملنا في بث برامج الاذاعة، برزت عندنا حاجة ما للنصير (گوران) اداري السرية الرابعة، وخرجت مسرعا من الاستديو ولمحته على الطرف الاخر من الوادي قريب الى المطبخ فصحت اناديه :

ـ گوران !

نصير ما، من الحراس، يقف قريبا من غرفة مكتب الفوج سمع صيحتي، ولكن تحت تأثير التوتر والترقب وصوت الموسيقى سمعها بشكل آخر، وبسرعة جدا، مد رأسه في غرفة مكتب الفوج وصاح:

ـ طيران!!

خرج توفيق، وبندقيته بيده، وصاح باتجاهنا:

ـ أوقف البث ... أوقف البث !

وصلنا الامر بسرعة، وبسرعة أطفأنا محرك الكهرباء وتوقف البث، وتراكض الانصار، هنا وهناك، وهم يحدقون في السماء الصافية. فهمت الامر. خرجت بهدوء هذه المرة، ووقفت الى جانب توفيق، واخبرته بمناداتي الى النصير "گوران"، الذي ترجم وسط الضجيج الى "طيران". واستلمنا الاوامر بمعاودة البث من جديد، وبعد تقديم الاعتذار الى المستمعين عن الخلل الفني الطارئ، عاودت اذاعة مراني بثها:

ـ هنا اذاعة مراني، صوت أنصار الفوج الاول للحزب الشيوعي العراقي !

النصير الشيوعي العدد 37 السنة الرابعة آب 2025