أصدقائي المغمورينَ،
لا تتوسَّدوا الأملَ،
بل رافقوا اليأسَ،
فهو مشعٌّ كما الفناراتُ في بحرٍ بهيم.
أصدقائي المساكينَ،
لا تَنشروا الحُلمَ في أفياءِ الأشجارِ،
فهو مُعدٌّ للبسطاء والحزانى والمكدودين،
عليهم أن يناموا بلا وجبةِ وهمٍ ثقيلة.
أصدقائي الشعراءَ،
ناموا وقوفاً،
كوكبُ الحزنِ لا يسعُ بطرَكُم،
شخيرُ الأغنياءِ يطلقُ زئيرهَ على هسيسِ أوراقكم،
نساؤكُم يفضِّلن البصلَ على فواكهِ كلماتكم .
أصدقائي...
اطردوا أشباحَ الفقرِ والكآبةِ والنحسِ ووووو،
من جحوركمِ التي منَّ الوطنُ بها عليكم،
هاجروها إلى فناءِ اللامبالاة وروضةِ النسيان.
حسبتُها خفيفةً تمازحُهم بكلامٍ أسود،
يا ويحَ أوجاعي،
حينما بانتْ تلويحاتي،
أغنيةً ثقيلةَ الدم.
* أديب وناقد عراقي