حصد الفيلم العراقي «كعكة الرئيس/ مملكة القصب» للمخرج الشاب حسن هادي يوم السبت الموافق 24/5/2025 جائزة «الكاميرا الذهبية» وجائزة «اختيار الجمهور» في ختام مهرجان كان السينمائي الدولي 2025، بدورته الـ (78) في فرنسا، ضمن قسم "أسبوع المخرجين". وهذه هي المرة الاولى في تاريخ السينما العراقية منذ نشأتها تنال الفوز بهاتين الجائزتين. والفيلم عمل روائي طويل من انتاج عراقي قطري امريكي مُشترك،

أختير فيلم "كعكة الرئيس" من بين (1600) عملاً بالمهرجان من الافلام الروائية الطويلة، وهو فيلم يحاكي حكم الدكتاتور صدام حسين، ويعود بنا إلى تسعينيات العراق حيث كان الأطفال يُجبرون على "الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس" على رغم الفقر والمعاناة، وهو ويروي قصة "لميعة" الفتاة العراقية، التي تُكلّف بصنع كعكة لعيد ميلاد الدكتاتور، خلال فترة الحصار الاقتصادي الدولي ضد العراق في تسعينيات القرن الماضي، مما يسلط الضوء على الضغوط الاجتماعية والسياسية والإقتصاديّة، التي واجهها المواطنون آنذاك، والحياة المعزولة والمظلمة في واحدة من أصعب حقب العراق في تسعينات القرن الماضي.

فيلم "كعكة الرئيس" يطرح سؤالاً معقداً فيما يخص بعض الشرائح الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية، التي ترى في الدكتاتور صدام حسين "بطلاً قومياً"، على رغم ما شهده العراق من قمع وانتهاكات وفساد وتضليل ممنهج، خلال عقود من حكمه قبل الإطاحة به في الغزو الأميركي للعراق عام 2003. يوثق الفيلم ممارسات النظام السابق  من خلال قصة "لميعة"، الطفلة التي تعيش مع جدتها في أهوار الجنوب العراقي، ويفتح باب التساؤل عن علاقة العراقيين بذاكرتهم، بين الحنين والإنكار و"متلازمة ستوكهولم". وقد صُوّر الفيلم في مناطق الأهوار التي جففها النظام في محاولة لخنق المعارضة، لكنها بقيت برغم كل شيء.

تجدر الاشارة الى ان هذه هي المشاركة الأولى للعراق رسمياً في مهرجان كان، بعد عدة محاولات لم يكتب لها النجاح. وجاءت هذه المشاركة بفضل المخرج وكاتب السيناريو العراقي  حسن هادي ، المقيم في الولايات المتحدة الامريكية، ويشغل حالياً منصب أستاذ مساعد في جامعة نيويورك.مبارك للسينما العراقية هذا الانجاز الفن

وتهانينا لصُنّاع العمل وأبطاله، ولكل من ساهم فيه