ومضه 1: وطن الإنسان
قالوا: وطن الإنسان حريته.
جلس أدهم على حافة النهر، يتأمل وجه الماء في سكون.
قال في نفسه:
"ربما يجد الإنسان ذاته في لحظة حب جامحة، لم يُخطَّط لها.
في كوخ مهجور، أو سرير دافئ، أو غابة نائية.
حينها فقط... يكون حُرًّا بما اختار؟!"
ومضه 2: علبة السردين
بدأت أشعر بالاختناق...
لا أريد البقاء محجوزًا إلى الأبد في هذا المكان الضيق.
أبحث عن مكاني في الماء، لأتنفس هواءً نقيًا،
لأكون حرّة بما أختار.
أنقذوني..؟
ومضه 3: حرية مشروطة؟
لا زلت أشعر بأنني مقيّد بما أكتب.
هذا ما قاله أدهم لنفسه.
قالوا له: "حريتك تنتهي عند حدود الآخرين!"
فسأل:
"وماذا إذا كانت حرية الآخرين تُضايقني؟ تُزعجني؟
إذن، لا بد أن أكتب بحرية،
إلى مدى لا يضيق صدري عن آهة لا يقوى على حبسها.*"
----------------------------------------------
ومضه 4: الحب
اخترتُ الحبَ صدفةً،
لكنه تركني في منتصف الطريق،
بعدها…
لم أكن حُرًا في اختياري.
------------------------------
ومضه 5: اختيار
اختاروا اسمي،
وعنواني،
ووطني،
لكنني اخترتُ الصمت.
--------------------------------------
اميل حبيبي اديب وصحفي ( 1921-1996) *